أخبرنا الشيخ المقريء أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن بركة الكتبي ، في مسجده بمدينة الموصل ، ومولده في سنة (٥٥٤ ه) قال : أخبرنا أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن العطّار الهمداني إجازة عامّة ، إن لم تكن خاصّة ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل الفارسي ، حدّثنا فاروق الخطابي ، حدّثنا الحجّاج بن المنهال ، عن الحسن بن مروان بن عمران الغنوي ، عن شاذان بن العلاء ، حدّثنا عبد العزيز بن عبد الصمد ، عن مسلم بن خالد المكّي المعروف بالزنجي ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، قال : سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله عن ميلاد عليّ بن أبي طالب؟
فقال : «لقد سألتني عن خير مولود ولد في شبه المسيح عليه السّلام ، إنّ الله تبارك وتعالى خلق عليّاً من نوري ، وخلقني من نوره ، وكلانا من نور واحد ، ثمّ إنّ الله عزّ وجل نقلنا من صلب آدم إلى أصلاب طاهرة ، وإلى أرحامٍ زكيّة ، فما نقلت من صلب إلّا ونقل عليّ معي ، فلم نزل كذلك حتّى استودعني خير رحم وهي آمنة ، واستودع عليّاً خير رحم وهي فاطمة بنت أسد.
وكان في زماننا رجلٌ زاهدٌ عابد يقال له : المبرم بن دعيب بن الشقبان ، قد عبد الله مائتين وسبعين سنة ، لم يسأل الله حاجة ، فبعث الله إليه أبا طالب ، فلمّا أبصره المبرم قام إليه وقبّل رأسه وأجلسه بين يديه ، ثمّ قال له : مَن أنت؟
فقال : رجل من تهامة.
فقال : من أيّ تهامة؟
قال : من بني هاشم ز
فوثب العابد فقبّل رأسه مرّة ثانية ، ثمّ قال : يا هذا ، إنّ العلي الأعلى ألهمني إلهاماً!
قال أبو طالب : ما هو؟