الأذهان أن الإمام (عليه السّلام) يفعل كسائر الناس وإن الحسين (عليه السّلام) رجح الخروج لمجرد حدس حصل له ، كما يفعل سائر الناس في الحوادث ، لأن ذلك غير صحيح ولا يناسب شأن الإمام (عليه السّلام) ، بل ما قام به الحسين (عليه السّلام) إنّما كان لتكليف إلهي ، وكان (عليه السّلام) يعلم بما سيجري عليه وعلى أهل بيته (عليهم السّلام) ، ومع ذلك أقدم على العمل لكونه مأموراً بذلك ، وإن كان الغرض من هذا التكليف حفظ الدين وإصلاح الأمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كما يدل على ذلك ما روي من كلماته (عليه السّلام) في المواقف المتعددة ، مثل قوله (عليه السّلام) : «إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ؛ أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب (عليه السّلام)». وقوله (عليه السّلام) : «وإذ بليت الأمة براعٍ مثل يزيد فعلى الإسلام السلام». والله العالم.
كسوف الشمس لشهادة سيد الشهداء (عليه السلام)
كيف نوفق بين ما روي من أن الشمس انكسفت لقتل سيد الشهداء (عليه السّلام) ، وبين ما روي من قوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) من أن كسوفها آية ولم تكسف لموت أحد؟
باسمه تعالى ما ورد من أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تنكسفان لموت أحد إنما هو في الموت المتعارف ، كما في موت ولده إبراهيم (عليه السّلام) ، ويدلّ على ذلك تعبيره (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) لا تنكسفان لموت أحد وحياة أحد لا بالقتل والشهادة. وفي قوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) مصلحة عامة هي سد باب الدعاية الباطلة ، حيث يمكن أن يموت أحد من الفساق والفجار والطغاة في يوم تنكسف فيه الشمس أو يخسف فيه القمر ، فيجعلون موته عند إحدى هاتين الآيتين. وقضية سيد الشهداء وسائر الأئمة المعصومين (عليهم السّلام) قضية عامة وصدمة في الإسلام أصابت جميع المؤمنين ولم تختص بأحد ، ولهذا يعد إحياء ذكرهم (عليهم السّلام) من شعائر المذهب ، ومعلوم أن مظلوميتهم (عليهم السّلام) تؤثر في الكون حيث إنه سبحانه وتعالى يريد بذلك إظهار مظلوميتهم ومظلومية أهل بيت النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وأصحابه الذين استشهدوا معه ، وإظهار فسق الطغاة وعظم