باسمه تعالى مظلوميّتهم (عليهم السّلام) قد ظهرت من يوم وفاة رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ، وهذا أمر لا يمكن إنكاره لأيّ مسلم مطَّلع على ما جرى عليهم (عليهم السّلام) ؛ بعد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) فمن تصدّى لبيان مظلوميّتهم ببعض الأفعال التي تناسب الجزع ، أو تحريض الناس على الجزع لما أصابهم (عليهم السّلام) لا يجوز منعه ، ولا التحريض على مقاطعته ، فإنّ الجزع لما أصابهم (عليهم السّلام) من العبادات ، كما ورد ذلك في بعض الروايات الصحيحة ، والله العالم.
الإمامة والأئمة الاثنا عشر (عليهم السلام)
قال بعض الكتّاب ما نصّه : «في داخل الثقافة الإسلامية ثابت يمثّل الحقيقة القطعية مما ثبت في المصادر الموثوقة من حيث السند والدلالة ، بحيث لا مجال للاجتهاد فيه ، لأنّه يكون من قبيل الاجتهاد في مقابل النص ، وهذا هو المتمثّل ببديهيات العقيدة كالإيمان بالتوحيد والنبوة واليوم الآخر ومسلَّمات الشريعة كوجوب الصلاة ..».
«وهناك المتحوّل الذي يتحرّك في عالم النصوص الخاضعة في توثيقها ومدلولها للاجتهاد ، مما لم يكن صريحاً بالمستوى الذي لا مجال لاحتمال الخلاف فيه ولم يكن موثوقاً بالدرجة التي لا يمكن الشك فيه ، وهذا هو الذي عاش المسلمون الجدل فيه كالخلافة والإمامة والحسن والقبح العقليين والذي ثار الخلاف فيه بين العدلية وغيرهم ، والعصمة في التبليغ أو في الأوسع من ذلك ..».
والسؤال هو : هل صحيح ما ورد في هذا المقال من أنّ الإمامة من القضايا المتحوّلة التي لم تثبت بدليل قطعي؟ وهل العصمة كذلك؟ وما هو نظر الشرع فيمن ذهب إلى هذه المقالة ، هل يعد عندنا من الإمامية الاثني عشرية أم يعدّ من المخالفين؟
باسمه تعالى مسألة الإمامة وعصمة الأئمة (عليهم السّلام) من الضروريات والمسلَّمات عند الشيعة ،