مِن
دَابَّةٍ وَلَـٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى)
، وقال تعالى : (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ
لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم
مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلًا) .
لقد أمهل الله سبحانه العصاة من عباده ،
وآلى على نفسه عدم المؤاخذة بالذنوب ، بل جعل لهم موعداً لن يخلفوه ، وهذا التأخير
هو سبب استمرار وبقاء البشر ، ولولاه لهلك الجميع لأنّ الأغلبيّة الغالبة تتّصف
بالظلم واقتراف المعاصي ، ولو قيل : هل يشمل هذا هلاك المعصومين المنزّهين عن
الخطأ؟ نقول : إذا شمل آباءهم وأمهاتهم ، فمعنى ذلك عدم وفودهم على الدنيا ، فالله
سبحانه قضى أن يعيش هؤلاء على الأرض ويعمروها ، ويستقرّوا على ظهرها لعلّهم يرجعون
إلى طريق الله السويّ وصراطه المستقيم.
وقد ورد عن الإمام عليّ بن الحسين عليه
السلام قوله في الصحيفة السجّادية : إنّما يعجل من يخاف الفوت ، ويحتاج إلى الظلم
الضعيف .
وروي عن الإمام عليّ بن الحسين عليه
السلام أنّه كان عنده أضياف مُدّت لهم الموائد ، واستعجل غلام له بشواء كان في
التنّور ، فأقبل الخادم مسرعاً ، فسقط السفّود من يده على رأس ولد صغير لعليّ بن
الحسين عليه السلام تحت الدرجة ، فأصاب رأسه فقتله ، فقال الإمام عليه السلام
للغلام ، وقد تحيّر ذلك الغلام واضطرب : أنت حرّ لوجه الله تعالى ، أمّا إنّك لم
تتعمّده. ثمّ أخذ في جهاز ابنه ودفنه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ