٢
ـ رد روايات خسف بغداد وخرابها
شاع بين الناس الى عصرنا أن بغداد سوف
يخسف بها وتُزول ، حتى يمرَّ المارُّ فيقول هنا كانت بغداد ! وبعد تتبعي لروايات خراب بغداد اطمأنيت بأنها من وضع رواة بني أمية ، لأن العباسيين أنهوا الأمويين وحلت بغداد محل الشام ، فزعم أتباع الأمويين أن السفياني سينتقم لبني أمية ويدمر بغداد .
فقد رووا عن جرير بن عبد الله البجلي
قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : تبنى مدينة بين دجلة ودجيل والصراة وقطربل ، تجبى إليها كنوز الأرض يخسف بها ، فلهي أسرع ذهاباً في الأرض من الحديدة المحماة في الأرض الخوارة » (
ملاحم ابن المنادي / ٤٣ ، وتذكرة القرطبي : ٢ / ٦٨١ و٦٩٧ ، وجامع السيوطي : ٤ / ٧٧٢ ، وموضوعات
ابن الجوزي : ٢ / ٦١ ) .
ورووا عن أبي الأسود الدؤلي عن علي عليهالسلام أنه قال
: « سمعت حبيبي محمداً صلىاللهعليهوآله
يقول : سيكون لبني عمي مدينة من قبل المشرق بين دجلة ودجيل وقطربل والصراة ، يشيد فيها بالخشب والآجر والجص والذهب ، يسكنها شرار خلق الله وجبابرة أمتي ، أما إن هلاكها على يد السفياني ، كأني بها والله قد صارت خاوية على عروشها » ( تاريخ بغداد : ١ / ٣٨ )
.
و « قُطْرَبَّل ..كلمة أعجمية اسم قرية
بين بغداد وعكبرا ، ينسب إليها الخمر ، وما زالت متنزهاً للبطالين وحانة للخمارين » . ( معجم البلدان : ٤ /
٣٧١ ) .
وقد عقد الخطيب البغدادي في تاريخه (
١ / ٥٤ )
« باب ذكر أحاديث رويت في الثلب لبغداد والطعن على أهليها ، وبيان فسادها وعللها وشرح أحوال رواتها وناقليها »
.
وضعَّفَ هذه الأحاديث لوجود مجاهيل
ووضاعين في أسانيدها . وكذلك فعل