٦ ـ حبس هارون للإمام الكاظم عليهالسلام ـ المرة الثانية
اتفقت المصادر على أن هارون حج في سنة ١٧٩ ، واعتقل الإمام الكاظم عليهالسلام ، وتقدم قول الذهبي وابن كثير أن سبب ذلك قول الإمام عليهالسلام أمام هارون : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبت !
ولكن السبب الحقيقي برأيي هو تأثير الإمام عليهالسلام العميق والواسع على جمهور المسلمين وشخصيات الدولة ، ومنهم وزراء هارون وخاصته ، فكان هارون يرى فيه خطراً كبيراً من جهة ، وكان يعرف أنه ليس من مذهبه ولا مذهب أبيه الصادق عليهماالسلام الخروج عليه والعمل لتسلم الخلافة ، لكنه يحتمل أن يغير رأيه !
وقد حرص الإمام عليهالسلام في حبسه الأول ولقاءاته في بغداد على طمأنة هارون وبلاطه بأنه لا يعمل للثورة وإسقاط النظام العباسي !
بل كان ذلك معروفاً عن الإمام الكاظم وأبيه
الصادق عليهماالسلام
من زمن المنصور ، ففي
مهج الدعوات / ٢١٧
: « لما قتل الحسين بن علي صاحب فخ ، وهو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن وتفرق الناس عنه ، حمل رأسه والأسرى من أصحابه إلى موسى بن المهدي ... ثم أمر برجل من الأسرى فوبخه ثم قتله ... وجعل ينال منهم إلى أن ذكر موسى بن جعفر عليهالسلام
فنال منه ثم قال : والله ما خرج حسين إلا عن أمره ولا اتبع إلا محبته ، لأنه صاحب الوصية في أهل هذا البيت ، قتلني الله إن أبقيت عليه ! فقال له أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي وكان جريئاً عليه : يا أمير المؤمنين أقول أم أسكت ؟ فقال : قتلني الله إن عفوت عن موسى بن جعفر ، ولولا ما سمعت من المهدي فيما أخبر به المنصور ما كان به جعفر من