٦. ومن ذلك : ان أعرابياً باع ذوداً له من أبي جهل فمطله بحقه ، فأتى قريشاً وقال : أعدوني على أبي الحكم فقد لوى حقي ، فأشاروا إلى محمد صلىاللهعليهوآله وهو يصلي في الكعبة فقالوا : إئت هذا الرجل فاستعده عليه ، وهم يهزؤون بالأعرابي ! فأتاه فقال له : يا عبد الله أعدني على عمرو بن هشام فقد منعني حقي. قال : نعم ، فانطلق معه فدق على أبي جهل بابه ، فخرج إليه متغيراً . فقال له : ما حاجتك ؟ قال : أعط الأعرابي حقه . قال : نعم . وجاء الأعرابي إلى قريش فقال : جزاكم الله خيراً ، انطلق معي الرجل الذي دللتموني عليه ، فأخذ حقي !
فجاء أبو جهل فقالوا : أعطيت الأعرابي حقه ؟ قال : نعم . قالوا : إنما أردنا أن نغريك بمحمد ونهزأ بالأعرابي ! قال : يا هؤلاء دق بابي فخرجت إليه فقال : أعط الأعرابي حقه ، وفوقه مثل الفحل فاتحاً فاه كأنه يريدني فقال : أعطه حقه ، فلو قلت : لا ، لابتلع رأسي ، فأعطيته !
٧. ومن ذلك : أن قريشاً أرسلت النضر بن الحارث وعلقمة بن أبي معيط بيثرب إلى اليهود وقالوا لهما : إذا قدمتما عليهم فسائلوهم عنه ، وهما قد سألوهم عنه فقالوا : صفوا لنا صفته فوصفوه ، وقالوا : من تبعه منكم ؟ قالوا : سفلتنا ، فصاح حبر منهم فقال : هذا النبي الذي نجد نعته في التوراة ، ونجد قومه أشد الناس عداوة له .
٨. ومن ذلك : أن قريشاً أرسلت سراقة بن
جعشم حتى خرج إلى المدينة في طلبه فلحق به فقال صاحبه : هذا سراقة يا نبي الله ، فقال : اللهم اكفنيه ، فساخت قوائم ظهره ! فناداه : يا محمد خل عني بموثق أعطيكه أن لا أناصح غيرك ، وكل