٤ ـ قبض على يحيى بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط ، فأمر أن يلقى في بركة فيها سباع قد جُوِّعت ، فأمسكت عن أكله ! « فبني عليه ركن بالجص والحجر وهو حي » . ( شرح إحقاق الحق : ١٩ / ٦١٣ ، وينابيع المودة : ٣ / ٢٣١ ) .
٥ ـ وكان خليفة المسلمين في الساعات الأخيرة من عمره مشغولاً بمرضه ، وبمكائد أولاده من حوله ، لكنه لم ينس أن يتفنن في تقتيل من خالفه من المسلمين وأن يحضر القصاب ليقصبهم أمامه ! فقد كان رافع بن الليث بن نصر بن سيار ، حاكماً على سمرقند وبخارى فخلع طاعة هارون ، فوجه اليه جيشاً . ( الطبري : ٦ / ٥٥٣ ، واليعقوبي : ٢ / ٤٢٥ ) وقبض على أخيه وأقاربه ، وكان أخوه عابداً منصرفاً عن الدنيا ، فقتلهم الرشيد أسوأ قتلة . ومات الرشيد فتصالح أخوه رافع مع المأمون وأبقاه على ولايته ! ( تاريخ خليفة / ٣٨٢ ) .
قال ابن جامع كما في الطبري ( ٦ / ٥٢٥ ) : « كنت فيمن جاء إلى الرشيد بأخ رافع قال فدخل عليه وهو على سرير مرتفع عن الأرض بقدر عظم الذراع ، وعليه فرش بقدر ذلك أو قال أكثر ، وفي يده مرآة ينظر إلى وجهه ، قال : فسمعته يقول إنا لله وإنا إليه راجعون ، ونظر إلى أخ رافع فقال : أما والله يا ابن اللخناء إني لأرجو أن لا يفوتني خامل ، يريد رافعاً ، كما لم تفتني !
فقال له : يا أمير المؤمنين قد كنت لك
حرباً وقد أظفرك الله بي ، فافعل ما يحب الله أكن لك سلماً ، ولعل الله أن يليِّن لك قلب رافع إذا علم أنك قد مننت عليَّ ،
فغضب وقال : والله لو لم يبق من أجلي إلا أن أحرك شفتي بكلمة لقلت : أقتلوه !