استنبطها أرباب تلك الحدوس ثم أدوها إلى المتعلمين. فجائز إذن أن يقع للإنسان بنفسه الحدس وأن ينعقد فى ذهنه القياس بلا معلم ، (١) وهذا مما يتفاوت (٢) بالكم والكيف. أما (٣) فى الكم فلأن بعض الناس يكون أكثر عدد حدس (٤) للحدود الوسطى ، وأما فى الكيف فلأن بعض الناس أسرع زمان حدس. ولأن هذا التفاوت ليس منحصرا فى حد ، بل يقبل الزيادة والنقصان دائما ، وينتهى فى طرف النقصان إلى من لا حدس له البتة ، فيجب أن ينتهى أيضا فى طرف الزيادة إلى من له حدس فى كل المطلوبات أو أكثرها ، وإلى من له حدس فى أسرع وقت وأقصره. فيمكن (٥) إذن أن يكون شخص من الناس مؤيد النفس لشدة الصفاء وشدة الاتصال بالمبادئ العقلية إلى أن يشتعل حاسا ، أعنى قبولا لها من العقل الفعال فى كل شيء وترتسم (٦) فيه الصور (٧) التي فى العقل الفعال ، إما دفعة. وإما قريبا من دفعة ، ارتساما لا تقليديا ، بل بترتيب يشتمل على الحدود الوسطى. فإن التقليديات فى الأمور التي (٨) إنما تعرف بأسبابها ليست يقينية (٩) عقلية. وهذا ضرب من النبوة ، بل أعلى قوى (١٠) النبوة ، والأولى أن تسمى هذه القوة قوة (١١) قدسية ، وهى أعلى مراتب القوى الإنسانية.
__________________
(١) بلا معلم : بلا تعلم ك
(٢) يتفاوت : + فيه ك.
(٣) أما : وأما ك
(٤) حدس : حدسا د ؛ حدوس م.
(٥) فيمكن : فممكن ك ؛ ممكن م.
(٦) وترتسم : فترتسم د.
(٧) الصور : الصورة ك.
(٨) التي : ساقطة من م
(٩) يقينية : عينية م.
(١٠) قوى : قوة م.
(١١) قوة : + ساقطة من م.