القيامة فهناك وجب الحجّ على جميع الخلائق والتلبية من الحاجّ في أيّام الحجّ هي إجابة لنداءِ إبراهيم عليه السلام يومِئِذ بالحجّ.
وفي الكافي والعيّاشيّ عن الباقر عليه السلام : أنه نظر إلى الناسِ يطوفون حول الكعبة فقال هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية إنّما أمروا أن يطّوّفوا بها ثمّ ينفروا إلينا فيعلمونا ولايتنا ومودّتهم ويعرضوا علينا نصرتهم ثمّ قرأ هذه الآية فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ.
وزاد العيّاشيّ : فقال آل محمّد آل محمّد صلوات الله عليهم ثمّ قال إلينا إلينا.
(٣٨) رَبَّنا إِنَّكَ تَعْلَمُ ما نُخْفِي وَما نُعْلِنُ تعلم سرّنا كما تعلم علانيتنا والمعنى أنّك أعلم بأحوالنا ومصالحنا وأرحم بنا منّا بأنفسنا فلا حاجة لنا إلى الطلب لكنّا ندعوك إظهاراً لعبوديّتك وافتقاراً إلى رحمتك واستعجالاً لنيل ما عندك.
في الكافي عن الصادق عليه السلام : أنّ الله تبارك وتعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعاه ولكنّه يحبّ أن يبثّ إليه الحوائج فإذا دعوتم فسمّوا حاجتكم وَما يَخْفى (١) عَلَى اللهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ لأنّه العالم بعلم ذاتي يستوي نسبته إلى كل معلوم ومن للاستغراق.
(٣٩) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ أي وهب لي وأنا كبير السّنّ آيس عن الولد قيّد الهبة بحال الكبر استعظاماً للنعمة وإظهاراً لما فيه من الآية إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ قيل أنّه ولد له اسمعيل لتسع وتسعين واسحق لمائة واثنتي عشرة سنة إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ أي لمجيبه من قولك سمع الملك كلامي إذا اعتدّ به وفيه إشعار بأنّه دعا ربّه وسأل منه الولد فأجابه حين ما وقع اليأس منه.
(٤٠) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ معدّاً لها مواظباً عليها وَمِنْ ذُرِّيَّتِي وبعضِ ذُرِّيَّتي رَبَّنا وَتَقَبَّلْ دُعاءِ عبادتي.
__________________
(١) انّما هو اخبار منه سبحانه بذلك وابتداء كلام من جهته لا على سبيل الحكاية عن إبراهيم بل هو اعتراض عن الجبّائي قال ثمّ عاد الى حكاية كلام إبراهيم عليه السلام فقال الْحَمْدُ لِلَّهِ آه م ن.