عمّموا للاشعار بما يوجب التوكل وهو الإِيمان وقصدوا به أنفسهم قصداً أوّليّاً.
(١٢) وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ أي أيّ عذر لنا في أن لا نتوكل وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا التي بها نعرفه ونعلم أنّ الأمور كلّها بيده وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ.
(١٣) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا حلفوا أن يكون أحد الأمرين والعود بمعنى الصّيرورة لأنّهم لم يكونوا على ملّتهم قطّ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ أي الى الرّسل لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ.
(١٤) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ أي أرضهم وديارهم.
القمّيّ مرفوعاً عن النّبيّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلم : من آذى جاره طمعاً في مسكنه ورثه الله داره وقرأ هذه الآية.
وفي المجمع جاءَ في الحديث : من آذى جاره ورثه الله داره ذلِكَ أي إهلاك الظالمين واسكان المؤمنين لِمَنْ خافَ مَقامِي أي موقفي للحساب وَخافَ وَعِيدِ أي وعيدي بالعذاب.
(١٥) وَاسْتَفْتَحُوا سألوا من الله الفتح على أعدائهم أو القضاء بينهم وبين أعاديهم من الفتاحة بمعنى الحكومة وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ في التوحيد عن النبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلم : يعني من أبى أن يقول لا إله إلّا الله.
والقمّيّ عن الباقر عليه السلام : العنيد المعرض عن الحقّ.
(١٦) مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ من بين يدي هذا الجبّار نار جهنّم فانّه مرصد بها واقف على شفيرها في الدنيا مبعوث إليها في الآخِرة وَيُسْقى أي يلقى فيها ويسقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ.
في المجمع عن الصادق عليه السلام : أي وَيُسْقى ممّا يسيل من الدم والقيح من فروج الزّواني في النّار.
وعن النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلم قال : يقرب إليه فيكرهه فإذا أدنى منه