وعنه عليه السلام : ما أنعم الله على عبدٍ بنعمة صغرت أو كبرت فقال الحمد لله إلّا أدّى شكرها ، وفي رواية أخرى : وكان الحمد أفضل من تلك النعمة وعنه عليه السلام في تفسير وجوه الكفر : الوجه الثالث من الكفر كفر النعم قال لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ.
(٨) وَقالَ مُوسى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً من الثقليِنْ فَإِنَّ اللهَ لَغَنِيٌ عن شكركم حَمِيدٌ مستحق للحمد في ذاته وان لم يحمده حامد محمود يحمده نفسه ويحمده الملائكة وينطق بنعمته ذرّات المخلوقات فما ضررتم بالكفران إلّا أنفسكم حيث حرمتموها مزيد الأنعام وعرضتموها للعذاب الشديد.
(٩) أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللهُ لكثرة عددهم جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ القمّيّ أي في أفواه الأنبياء.
أقول : يعني منعوهم من التكلم وهو تمثيل وفي تفسير هذه الكلمة وجوه أخر ذكرها المفسّرون وَقالُوا إِنَّا كَفَرْنا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنا إِلَيْهِ مُرِيبٍ.
(١٠) قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إلى وقتٍ سمّاهُ الله وجعله آخر أعماركم قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا لا فضل لكم علينا فلم خصصتم بالنّبوّة دوننا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ بحجة واضحة أرادوا بذلك مَا اقترحوه من الآيات تعنّتاً وعناداً.
(١١) قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ سلّموا مشاركتهم في البشريّة وجعلوا الموجب لاختصاصهم بالنّبوة فضل الله ومنّه عليهم بخصايص فيهم ليست في أبناءِ جنسِهِم وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ أي ليس إلينَا الإِتيان بما اقترحتموه وانّما هو أمر يتعلق بمشيّة الله فيخصّ كلّ نبيّ بنوع من الآيات وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ فلنتوكل بِالصَّبرِ على معاداتكم