شوى وجهه ووقع فروة رأسه فإذا شرب قطع أمعاؤه حتّى يخرج من دبره يقول الله عزّ وجلّ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ ويقول وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ
والقمّيّ ما يقرب منه.
(١٧) يَتَجَرَّعُهُ يتكلّف جرعه وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ ولا يقارب أن يسيغه فكيف يسيغه وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ أي أسبابه من الشّدائد فيُحيط به من جميع الجهاتِ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ فيستريح وَمِنْ وَرائِهِ ومن بين يديه عَذابٌ غَلِيظٌ أي يستقبل في كلّ وقت عذاباً أشدّ ممّا هو عليه.
العيّاشيّ عن الصادق عليه السلام عن أبيه عن جدّه عن أمير المؤمنين عليهم السّلام : أنّ أهل النّار لمّا غلي الزّقوم والضَّريع في بطونهم كغلي الحميم سألوا الشراب فأتوا بشراب غسّاق وصَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ حميم تغلي به جهنّم منذ خلقت كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً.
(١٨) مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ صفتهم التي هي مثل في الغرابة أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ حملته وأسرعت الذهاب به فِي يَوْمٍ عاصِفٍ العصف اشتداد الرّيح وصف اليوم به للمبالغة كقولهم نهاره صائم شبّه مكارمهم من الصدقة وصلة الرّحمِ وعتق الرّقاب واغاثة الملهوف في حبوطها وذهابها هباءً منثوراً لبنائها على غير أساس من معرفة الله والتوجه بها إليه برماد طيّرته الريح العاصف لا يَقْدِرُونَ يوم القيامة مِمَّا كَسَبُوا منها عَلى شَيْءٍ يعني لا يرون لشيء منها ثواباً ذلِكَ أي ضلالهم مع حسبانهم أنّهم محسِنُون هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ في غاية البعد عن الحقّ.
(١٩) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ بالحكمة والغرض الصحيح ولم يخلقها عبثاً باطلاً وقرئ خالق السماوات إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ يعدمكم ويخلق مكانكم خلقاً آخرين.
(٢٠) وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ بمتعذّر أو متعسّر.