(٥) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ قيل بوقايعه الواقعة على الأمَمِ الماضية وأيّام العَرَب يقال لحروبها.
وفي المجمع والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : بِنِعَمِ الله وآلائه.
والقمّيّ : أيام الله ثلاثة يوم القائِم ويوم الموت ويوم القيامة.
وفي الخصال عن الباقر عليه السلام : أيام الله يوم يقوم القائِم ويوم الكرة ويوم القيامة.
أقول : لا منافاة بين هذه التفاسير لأنّ النعمة على المؤمن نقمة على الكافر وكذا الأيّام المذكورة نعم لقوم ونقم لآخرين إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ يصبر على بلائه ويشكر لنعمائِه.
(٦) وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ يكلّفونكم سُوءَ الْعَذابِ استعبادكم بالأفعال الشاقة كما مضى في سورة البقرة وَيُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ابتلاء منه أو وفي الإِنجاء نعمة.
(٧) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ واذكروا إذ أَعْلم أنّه لَئِنْ شَكَرْتُمْ يا بني إسرائيل ما أنعمت عليكم من الإنجاءِ وغيره بالإيمان والعَمل الصالح لَأَزِيدَنَّكُمْ نعمة إلى نعمة وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ.
في الكافي عن الصادق عليه السلام : ما أنعم الله على عبد من نعمة فعرفها بقلبه وحمد الله ظاهراً بلسانه فتمّ كلامه حتّى يؤمر له بالمزيد.
وفي المجمع : ما في معناه والقمّيّ والعيّاشيّ : مثله وزاد هو قوله تعالى لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ.
وفي الكافي عنه عليه السلام : من عرف نعمة الله بقلبه استوجب المزيد من الله قبل أن يظهر شكرها على لسانه.