ولكنّهم كانوا أسباطاً أولاد الأنبياء ولم يكن يفارقوا الدنيا الا سعداء تابوا وتذكروا ما صنعوا وان الشيخين فارقا الدنيا ولم يكن يتوبا ولم يذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليه السلام فعليهما لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين.
والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : أنّه سئل أكان اخوة يوسف أنبياء قال لا ولكِنْ بررة أتقياء كيف وهم يقولون لأبيهم يعقوب تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ.
وعنه عليه السلام : أنّه سئل ما حال بني يعقوب هل خرجوا من الإيمان فقال نعم قلت فما تقول في آدم قال دع آدم عليه السلام.
(٩٩) فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ ضمّ إليه أباه وأمّه راحيل كما مضى عن الباقر عليه السلام في أوّل السّورة في تأويل الرّؤيا أو أباه وخالته ياميل لما سبق في رواية العيّاشيّ : أنّها هي التي صارت معهم إلى مصر ولما يأتي في روايته : أنّه رفع أباه وخالته على سرير الملك فان صحّت هذه الرواية فلعلّها نزلت منزلة الأمّ كما نزل العمّ منزلة الأب في قوله وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ ولما روي : أنّها ربّته بعد أمّه والرّابّة تدعى أمّاً وَقالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ يعني (١) إن شاء الله دخلتموه آمنين وانّما دخلوا عليه قبل دخولهم مصر لأنّه استقبلهم يوسف ونزل لهم في بيت أو مضرب هناك فدخلوا عليه وضمّ إليه أبويه.
في الكافي عن الصادق عليه السلام : أن يوسف لمّا قدم عليه الشيخ يعقوب دخله عزّ الملك فلم ينزل إليه فهبط عليه جبرئيل فقال يا يوسف ابسط راحتك فخرج منها نور ساطع فصار في جوّ السماءِ فقال يوسف يا جبرئيل ما هذا النور الذي خرج من راحتي فقال نزعت النّبوّة من عقبك عقوبةً لما لم تنزل إلى الشيخ يعقوب فلا يكون في عقبك نبيّ.
وفي العلل عنه عليه السلام : لمّا تلقّى يوسف يعقوب ترجّل له يعقوب ولم
__________________
(١) والاستثناء يعود الى الأمن وإنّما قال آمِنِينَ لأنّهم كانوا فيما خلا يخافون ملوك مصر ولا يدخلونها إلا بجوازهم ، قال وَهَبْ أنهم دخلوا مصر وهم ثلاث وسبعون إنساناً وخرجوا مع موسى وهم ستمائة الف وخمسمائة وبضع وسبعون رجلاً مجمع البيان.