يترجّل له يوسف فَلم ينفصل من العناق حتّى أتاه جبرئيل فقال له يا يوسف ترجّل لك الصديق ولم تترجّل له ابسط يدك وذكر مثل ما في الكافي وفي رواية أخرى : همّ بان يترجّل ليعقوب ثمّ نظر إلى ما هو فيه من الملك فلم يفعل الحديث.
القمّيّ : لما وافى يعقوب وأهله وولده مصر قعد يوسف على سريره ووضع تاج الملك على رأسه فأراد أن يراه أبوه على تلك الحالة فلمّا دخل عليه أبوه لم يقم له فخّروا كلهم سجّداً ثمّ روى عن الهادي عليه السلام : إخراج جبرئيل نور النبوّة من بين أصابعه ومحوها من صلبه وجَعَلها في ولد لاوي أخيه لأنّه نهى اخوته عن قتله ولأنّه قال فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ الآية قال فشكر الله له ذلك وكان أنبياء بني إسرائيل من ولده وكان موسى من ولده وهو موسى بن عمران بن يصهر بن واهث بن لاوي بن يعقوب.
(١٠٠) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً.
العيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : العرش السّرير وكان سجودهم ذلك عبادة لله وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ رأيتها في أيّام الصِّبا قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا صدقاً.
العيّاشيّ عن الكاظم عليه السلام : أنّه سئل في كم دخل يعقوب من ولده على يوسف قال في أحد عشر ابناً له فقيل له أسباط قال نعم.
وعن الباقر عليه السلام : لمّا دخلوا على يوسف في دار الملك اعتنق أباه وبكى ورفعه ورفع خالته على سرير الملك ثمّ دخل منزله فادّهن واكتحل ولبس ثياب العزّ والملك ثمّ خرج إليهم فلمّا رأوه سجدُوا له اعظاماً وشكراً لِلَّهِ فعند ذلك قالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قال ولم يكن يوسف في تلك العشرين سنة يدهّن ولا يكتحل ولا يتطيّب ولا يضحك ولا يمسّ النساء حتّى جمع الله بيعقوب شمله وجمع بينه وبين يعقوب واخوته وفي المجمع عنه عليه السلام : مثله.
أقول : لعلّ المراد بنفي مسّه النساء عدم مسّهنّ للالتذاذ والشّهوة فلا ينافي ما