(٥٤) قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا
الرَّسُولَ أمر بتبليغ ما
خاطبهم الله به على الحكاية مبالغة في تبكيتهم فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ على محمّد صلّى الله عليه وآله ما حُمِّلَ من التبليغ وَعَلَيْكُمْ
ما حُمِّلْتُمْ من الامتثال وَإِنْ
تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا إلى الحقّ وَما
عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ التبليغ الواضح لما كلّفتم وقد أدّى وإنّما بقي ما حمّلتم
فان ادّيتم فلكم وان تولّيتم فعليكم.
في الكافي عن
الصادق عليه السلام في خطبة في وصف النبيّ صلّى الله عليه وآله قال : وأدّى ما
حمّل من أثقال النبوّة.
وعن الباقر عليه
السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : يا معاشر قرّاء القرآن اتّقوا
الله عزّ وجلّ فيما حملكم من كتابه فانّي مسؤول وانّكم مسؤولون انّي مسؤول عن
تبليغ الرسالة وامّا أنتم فتسئلون عمّا حملتم من كتاب الله وسُنّتي.
(٥٥) وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا
مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ليجعلنّهم خلفاء بعد نبيّكم كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ يعني وصّاه
الأنبياء بعدهم وقرء بضمّ التاء وكسر اللّام وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ
الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وهو الإِسلام وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ
مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ من الأَعداء وقرء بالتخفيف أَمْناً
منهم يَعْبُدُونَنِي لا
يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ ارتد أو كفر هذه النّعمة بَعْدَ ذلِكَ بعد حصوله فَأُولئِكَ
هُمُ الْفاسِقُونَ الكاملون في فسقهم حيث ارتدّوا بعد وضوح الامر أو كفروا تلك النّعمة العظيمة.
في الكافي عن الصادق
عليه السلام : انّه سئل عن هذه الآية فقال هم الأئمّة عليهم السلام.
وعن الباقر عليه
السلام : ولقد قال الله في كتابه لولاة الأمر من بَعد محمّد صلّى الله عليه وآله
خاصّة وَعَدَ
اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ إلى قوله وَأُولئِكَ
هُمُ الْفاسِقُونَ يقول استخلفكم لعلمي وديني وعبادتي بعد نبيّكم كما استخلف وصاة آدَم عليه
السلام من بَعده حتّى يبعث النّبي الذي يليه يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي
شَيْئاً يقول يَعْبُدُونَنِي بإِيمان لا نبي بعد محمّد صلّى الله عليه وآله فمن قال غير
ذلك فَأُولئِكَ
هُمُ الْفاسِقُونَ فقد مكّن ولاة الأمر بعد محمّد صلّى الله عليه وآله بالعلم ونحن هم فاسألونا
فان صدقناكم