إليك فقال الله تعالى قد بلغت بك يا يعقوب وبولدك الخاطئين الغاية في أدبي ولو كنت يا يعقوب شكوت مصائبك إليّ عند نزولها بك واستغفرت وتبت إليّ من ذنبك لصرفتها عنك بعد تقديري إيّاها عليك ولكن الشيطان أنساك ذكري فصرت إلى القنوط من رحمتي وأنا الله الجواد الكريم أحبّ عبادي المستغفرين التائبين الراغبين إليّ فيما عندي يا يعقوب أنا رادّ إليك يوسف وأخاه ومعيد إليك ما ذهب من مالك ولحمك ودمك ورادّ إليك بصرك ومقوّم لك ظهرك وطب نفساً وقرّ عيناً وانّما الذي فعلته بك كان أدباً منّي لك فاقبل أدبي قال ومضى ولد يعقوب بكتابه إلى آخر ما ذكر في المجمع إلّا أنّه قال : وانه كان له أخ من خالته وكنت به معجباً ثمّ ذكر صفة الكتاب برواية أخرى أخصر منه وقال في آخره : فلما أوتي يوسف عليه السلام بالكتاب فتحه وقرأه فصاح ثمّ قام فدخل منزله فقرأه وبكى ثمّ غسَل وجهه ثمّ خرج إلى إخوته ثمّ عاد فقرأه فصاح وبكى ثمّ قام فدخل منزله فقرأه وبكى ثمّ غَسَل وجهه وعاد إلى إخوته ف قالَ هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ وأعطاهم قميصه وهو قميص إبراهيم وكان يعقوب بالرّملة.
(٩٣) اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي أنتم وأبي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ.
(٩٤) وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ من مصر وخرجت من عمرانها قالَ أَبُوهُمْ لمن حضره إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ تنسبوني إلى الفَنَد وهو نقصان عقل يحدث من الهَرَم وجواب لو لا محذوف وتقديره لصدّقتموني.
(٩٥) قالُوا تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ لفي ذهابك عن الصواب قدماً بافراطك في محبّة يوسف وإكثارك ذكره والتّوقّع للقائه.
(٩٦) فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ في الإِكمال عن الصادق عليه السلام : وهو يهودا ابنه أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ طرح القميصَ على وجهه فَارْتَدَّ بَصِيراً عاد بصيراً لما انتعش فيه من القوّة قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ من حياة يوسف وإنزال