الفرج من اللهِ ويحتمل أن يكون إِنِّي أَعْلَمُ مستأنفاً والمقول محذوفاً دلّ عليه الكلام السابق.
العيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : كتب عزيز مصر إلى يعقوب أمّا بعد فهذا ابنكَ يوسف اشتريته بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ واتخذته عبداً وهذا ابنك بنيامين قد سرق فاتخذته عبداً قال فما ورد على يعقوب شيء أشدّ عليه من ذلك الكتاب فقال للرسول مكانك حتّى أجيبه فكتب إليه أمّا بعد فقد فهمت كتابك أنّك أخذت ابني بثمن بخس وأخذته عبداً وأنّك اتخذت ابني بنيامين وقد سرق واتخذته عبداً فانّا أهل بيت لا نسرق ولكنّا أهل بيت نبتلى وقد ابتلى أبونا إبراهيم بالنّار فوقيه الله وابتلى أبونا اسحق بالذبح فوقيه الله وإنّي قد ابتليت بذهاب بصري وذهاب ابنيّ وعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً قال فلما ولىّ الرّسُول عنه رفع يده إلى السماء ثمّ قال يا حَسَنَ الصُّحبة يا كريمَ المعونة يا خيراً كُلّه ائتني بروحٍ وفَرَج من عندك قال فهبط عليه جبرئيل فقال ليعقوب ألا أعلّمك دعوات يردّ الله عليك بها بصرك ويردّ عليك ابنيك؟ فقال بلى فقال قل يا من لا يعلم أحَدٌ كَيْفَ هو وحيث هو وقدرته إلّا هو يا من سدّ الهواء بالسماء وكبَسَ الأرض على الماءِ واختار لنفسه أَحْسَنَ الأسماء ائتني بروحٍ منك وفرج من عندك فمَا انفجر عمود الصبح حتّى أتي بالقميص وطُرِحَ على وجهه فردّ الله عليه بصره وردّ عليه ولده.
والقمّيّ أورد هذا الحديث بأبسط من هذا وذكر في كتاب العزيز مكان قد سرق : قد وجدت متاعي عنده وذكر في جواب يعقوب : ابتلاءه بابنيه على نحو كتابه الذي قد سبق ذكره.
وقال فيه : وكان له أخ من أمّه كنت آنسُ به فخرج مع إخوته إلى أن قال : وقد حبسته وأنا أسألك بإله إبراهيم واسحق ويعقوب إلّا مننت عليّ به وتقربت إلى الله ورددته إليّ قال فلما ورد الكتاب الى يوسف اخذه ووضعه على وجهه وقبّله وبكى بكاءً شديداً ثمّ نظر إلى اخوته فقال لهم هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ الآيات قال فلما ولّى الرسول الحديث.