(٩٠) قالُوا (١) أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ استفهام تقرير وقرئ على الإِيجاب قالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي من أبي وأمّي ذكره تعريفاً لنفسه وتفخيماً لشأنه قَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا أي بالسلامة والكرامَة إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ أي من يتّق الله وَيَصْبِرْ على البليّات وعن المعاصي فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ.
(٩١) قالُوا تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا اختارك علينا بحسن الصورة وكمال السيرة وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ وانّ شأننا وحالنا إنّا كنا مذنبين بما فعلنا معك لا جَرَم إنّ الله أعزّك وأذلّنا.
العيّاشيّ عن الباقر عليه السلام : قالوا فلا تفضحنا ولا تعاقبنَا اليوم واغفر لنا.
(٩٢) قالَ لا تَثْرِيبَ لا عيب ولا تعيير ولا تأنيب عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ فيما فعلتم يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
في المجمع عن الصادق عليه السلام في حديث طويل : أنّ يعقوب كتب إلى يوسف.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إلى عزيز مصر ومظهر العدل وموفي الكيل من يعقوب بن اسحق بن إبراهيم خليل الرّحمن صاحب نمرود الذي جمع له النّار ليحرقه بها فجَعَلَها الله عليه برداً وسلاماً وأنجاه منها أخبرك أيّها العزيز أنّا أهل بيت لم يزل البلاء إلينا سريعاً من الله ليبلونا عند السّرّاءِ والضّرّاء وانّ المصائب تتابعت عليّ منذ عِشرين سنة أوّلها أنّه كانَ لي ابن سمّيته يوسف وكان سروري من بين ولدي وقرّة عيني وثمرة فؤادي وانّ إخوته من غير أمّه سألوني أن أبعثه معهم يرتع ويلعب فبعثته معهم بكرة فجاءوني عَشيّاً يبكون وجاءوا على قميصه بدم كذب وزعمُوا أنّ الذئب أكله فاشتدّ لفقده حزني وكثر على فراقه بكائي حتّى ابيضّت عيناي من الحزن وأنّه كان له أخ وكنت به معجباً وكان لي أنيساً وكنت إذا ذكرت يوسف ضممته إلى صدري وانّ إخوته ذكروا أنّك سألتهم عنه وأمرتهم أن يأتوك به وإن لم يأتوك به منعتهم الميرة فبعثته معهم
__________________
(١) قيل إنّ يوسف لما قال لهم هَلْ عَلِمْتُمْ الآية تبسّم فلمّا أبصروا ثناياه وكانت كاللؤلؤ المنظوم شبّهوه بيوسف وقالوا له إِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ وقيل برفع التّاج عن رأسه فعرفوه م ن.