يعقوب فانه يخرج إليك شيخ فقل له إنّي رأيت رجلاً بمصر يقرؤك السلام ويقول انّ وديعتك عند الله محفوظة لن تضيع فلما بلغه الأعرابي خرّ يعقوب مغشيّاً عليه فلما أفاق قال هل لك من حاجة قال لي ابنة عمّ وهي زوجتي لم تلد فدعا له فرزق منها أربعة أبطن في كل بطن اثنين.
وفي الإِكمال مثله بأبسط منه وقال : فانّه سيخرج إليك رجل عظيم جميل وسيمٌ وقال في آخره : فكان يعقوب يعلم أنّ يوسف حيّ لم يمت وانّ الله سيظهره له بعد غيبته وكان يقول لبنيه إنّي أَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ وكان أبناؤه أهله وأقرباؤه يفنّدونه على ذكر يوسف.
(٨٨) فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ بعد ما رجعوا إلى مصر قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ الشدة وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ رديّة.
العيّاشيّ عن الرضا عليه السلام : كانت المقل وكانت بلادهم بلاد المقل وهي البضاعة فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا وتفضل علينا بالمسامحة وزدنا على حقّنا أو بأخينا بنيامين كما يأتي إِنَّ اللهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ يثيبهم على صدقاتهم بأفضل منها فرق لهم يوسف ولم يتمالك ان عرّفهم نفسه.
(٨٩) قالَ هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ قاله شفقة ونصحاً لما رأى من عجزهم وتمسكنهم لا معاتبة وتثريباً ايثاراً لحق الله على حقّ نفسه في ذلك المقام الذي ينفث فيه المصدور ولعلّ فعلهم بأخيه افراده عن يوسف قيل واذلاله حتّى لا يستطيع أن يكلّمهم الا بِعجز وذلّة.
في المجمع عن الصادق عليه السلام : كلّ ذنب عمله العبد وإن كان عالماً فهو جاهل حين خاطر بنفسه معصية ربّه فقد حكى الله سبحانه قول يوسف لأخوته هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ فنسبهم إلى الجهل لمخاطرتهم بأنفسهم في معصية الله.