عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ وقوله تعالى لَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً.
وفي الكافي والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : ما عاتب الله نبيّه فهو يعني به من قد مضى في القرآن مثل قوله وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً عنى بذلك غيره.
وفي الاحتجاج عَن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث الزّنديق : الذي سأله عن أشياءَ من القرآن وكانَ في جملة ما سأل عنه عليه السلام هذه الآية وأمّا ما ذكرته من الخطاب الدّالّ على تهجين النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلم والإِزراء به والتأنيب له مع ما أظهره الله تعالى من تفضيله إيّاه على سائر أنبيائه فانّ الله جعل لكلّ نبيّ عدوّاً من المشركين ثمّ ذكر عليه السلام مساعي أعدائه في تغيير ملّته وتحريف كتابه الذي جاء به وإسقاط ما فيه من فضلِ ذوي الفضل وكفر ذوي الكفر منه وتركهم منه ما قدروا أنّه لهم وهو عليهم وزيادتهم فيه ما ظهر به تناكره وتنافره ثمّ قال والذي بدأ في الكتاب من الإِزراء على النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلم من فرية الملحدين وقد مضى هذا الحديث على وجهه وبيان الحديث السابق عليه المرويّ من الكافي والعيّاشيّ في المقدّمة السادسةِ من هذا الكتاب مع ما هو التحقيق في هذا الباب.
(٧٦) وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ ليزعجونكَ بمعاداتهم مِنَ الْأَرْضِ.
القمّيّ يعني أهل مكّة لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلاً يعني لو خرجت لا يبقون بعد خروجك إلّا زماناً قليلاً.
القمّيّ يعني حتّى قتلوا ببدر قيل وكان ذلك بعد الهجرة بسنة وقرئ خلفك.
(٧٧) سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا أي سنّ الله ذلك سنّة وهو أن يهلك كلّ أمّة أخرجوا رسولهم من بين أظهرهم وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً تغييراً.
(٧٨) أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ لزوالها إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ إلى ظلمته وهي انتصافه وَقُرْآنَ الْفَجْرِ صلاته إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً بملائكتي الليل والنهار.