شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ.
في الكافي والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : تنقض الجدر تسبيحها.
وعنه عليه السلام : ما من طير يصاد إلّا بتضييعِه التسبيح وعَن الباقر عليه السلام : أنّه سئل أتسبّح الشجرة اليابسَة فقال نعم أما سمعت خشب البيت كيف ينقضّ وذلك تسبيحه لِلَّهِ فسبحان الله على كل حال.
أقولُ : وذلك لأنّ نقصانات الخلائق دلائل كمالات الخالِق وكثراتها واختلافاتها شواهد وحدانيته وانتفاءِ الشريك عنه والضّدّ والند كما قال أمير المؤمنين عليه السلام : بتشعيره المشاعِرَ عُرف أن لا مشعر له وبتجهيره الجواهر عرف أن لا جوهر له وبمضادتّه بين الأشياءِ عرف أن لا ضدّ له وبمقارنته بين الأشياءِ عرف أن لا قرين له الحديث فهذا تسبيح فطري واقتضاء ذاتي نشأ عن تجلّ تجلّى لهم فأحبّوه وابتعثوا إلى الثناءِ عليه من غير تكليف وهي العبادة الذاتية التي أقامهم الله فيها بحكم الاستحقاق الذي يستحقه جلّ جلاله ويأتي زيادة بيان لهذا في سورة النور إن شاء الله إِنَّهُ كانَ حَلِيماً لا يعاجلكم بالعقوبة على غفلتكم وشرككم غَفُوراً لمن تاب منكم.
(٤٥) وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً عن الحسن من قدرة الله يحجبُك عنهم.
(٤٦) وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ أي يمنعهم أن يفقهوه تكنّها وتحول دونها عن إدراك الحق وقبوله وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً يمنعهم من استماعه وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ غير مشفوع به آلهتهم وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً هرباً من استماع التوحيد ونفرة.
في الكافي عن الصادق عليه السلام : كان رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم إذا دخل إلى منزله واجتمعت عليه قريش يجهر ب بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ويرفع بها صوته فتولي قريش فراراً فأنزل الله عزّ وجلّ في ذلك وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ الآية.
والقمّيّ قال : كان رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم إذا صلّى تهجدّ بالقرآن