وتستمع له قريش لحسن صوته فكان إذا قرأ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فرّوا عنه.
والعيّاشيّ عنه عليه السلام : كان رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم اذَا صلَّى بالنَّاس جهر بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فتخلَّف من خلفه من المنافقين عن الصفوف فإذا جازها في السورة عادوا إلى مواضعهم وقال بعضهم لبعض إِنّه ليردّد اسم ربّه تردداً انه ليحبّ ربّه فأنزل الله وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ الآية.
(٤٧) نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ بسببه من اللّغو والاستهزاءِ بالقرآن إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوى متناجون إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً قد سحر به فجنَّ واختلط عليه عقله.
(٤٨) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ مثّلوكَ بالساحر والشاعِر والكاهن والمجنون فَضَلُّوا عن الحق فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً إليه.
(٤٩) وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً تراباً وغباراً وانتثر لحمنا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً على الإنكار والاستبعاد.
العيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : جاء أبيّ بن خلف فأخذ عظماً بالياً من حائط ففته (١) ثم قال يا محمد إِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً (٢) أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً فأنزل الله تعالى قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ.
(٥٠) قُلْ جواباً لهم كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً.
(٥١) أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فانه يقدر على اعادتكم أحياءً.
القمّيّ عن الباقر عليه السلام : الحق الذي يكبر في صدوركم الموت فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فانّ من يقدر على الإِنشاءِ كان على الإِعادة
__________________
(١) الفت الدقّ والكسر بالأصابع والشقّ في الصّخرة ق.
(٢) الرفات ما يكسر ويبلى من كلّ شيء ويكثر بناء فعال في كل ما يحطم ويرضّض يقال حطام ودقاق وتراب وقال المبرّد كل شيء مدقوق مبالغ في دقّه حتّى انسحق فهو رفات.