في الكافي عن الباقر عليه السلام في حديث : ثمّ بعث الله محمّداً وهو بمكّة عشر سنين فلم يمت بمكّة في تلك العشر سنين أحد يشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم إلّا أدخله الجنّة بإقراره وهو إيمان التصديق ولم يعذب الله أحداً ممّن مات وهو متّبع لمحمّد صلَّى الله عليه وآله وسلم على ذلك إلّا من أشرك بالرحمن وتصديق ذَلك أنّ الله عزّ وجلّ أنزل عليه في سورة بني إسرائيلَ بمكّة وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إلى قوله إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً أدبٌ وعظة وتعليم ونهي خفيف ولم يعد عليه ولم يتواعد على اجتراحِ شيءٍ ممّا نهى عنه وأنذر نهياً عن أشياء حذر عليها ولم يغلظ فيها ولم يتواعد عليها وقال وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ وتلا الآيات إلى قوله مَلُوماً مَدْحُوراً.
(٤٠) أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً.
القمّيّ هو ردّ على قريش فيما قالوا إنّ الملائكة هي بنات الله إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً باضافة الولد إليه ثمّ بتفضيل أنفسكم عليه حيث تجعلون له ما تكرهون ثمّ يجعل الملائكة الذين هم من أشرف خلق الله دونهم.
(٤١) وَلَقَدْ صَرَّفْنا كرّرنا الدلائل وفصّلنا العبر فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا ليتعظوا (١) ويعتبروا وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً عن الحق.
القمّيّ قال إذا استمعوا القرآن ينفروا عنه ويكذّبُوه.
(٤٢) قُلْ لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً لطلبوا إلى مالك الملك سبيلاً بالتقرب والطاعة كما يأتي في هذه السورة أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ.
(٤٣) سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً.
(٤٤) تُسَبِّحُ لَهُ وقرءَ بالياءِ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ
__________________
(١) فيعلموا الحقّ وحذف ذكر الدلائل والعبر لدلالة الكلام عليه وعلم السّامع به مجمع البيان.