يقول وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ولأنّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم قال رحم الله عبداً قال خيراً فغنم أو صَمَتَ فسلم وليس لك أن تسمع ما شئت لأنّ الله يقول إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ الآية.
وفي مصباح الشريعة عن الصادق عَليه السلام : ومن نام بعد فراغه من أداءِ الفرائض والسّنن والواجبات من الحقوق فذلك نوم محمود وأنّي لا أعلم لأهل زماننا هذا إذا أتوا بهذِهِ الخصال أسلم من النوم لأنّ الخلق تركوا مراعاة دينِهِم ومراقبة أحوالهم وأخذوا شمال الطريق والعبد إن اجتهد ان لا يتكلّم كيف يمكنه أن لا يسمع إلّا ما له مانع من ذلك وانّ النوم من أحد تلك الآلات قال الله عزّ وجلّ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وتلا الآية.
(٣٧) وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً ذا مرح وهو الاختيال.
القمّيّ أي بطراً وفرحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ لن تجعل فيها خرقاً لشدة وطأتك القمّيّ أي لن تبلغها كلّها وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً بتطاولك.
القمّيّ أي لا تقدر أن تبلغ قلل الجبال قيل هو تهكّم بالمختال وتعليل للنهي بأن الاختيال حماقة مجرّدة لا يعود بجدوى وليسَ في التذلّل في الفقيه عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصيّته لمحمّد بن الحنفية : وفرض على الرجلين أن تثقلهما في طاعتِهِ وان لا تمشي مشية عاصٍ فقال عزّ وجلّ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً.
(٣٨) كُلُّ ذلِكَ إشارة إلى الخصال الخمس والعشرين المذكورة من قوله وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ
وعن ابن عبّاس : أنها المكتوبة في الواح موسى
كانَ سَيِّئُهُ يعني المنهي عنه منه وقرئ سيئة عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً مبغوضاً.
(٣٩) ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ كرره للتنبيه على أنّ التوحيد مبدأ الأمر ومنتهاه ورأس الحكمة وملاكها فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً تلوم نفسك مَدْحُوراً مبعداً من رحمة الله.
القمّيّ فالمخاطبة للنّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلم والمعنى للنّاس.