(٨) عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ نوبة أخرى عُدْنا مرّة ثالثة إلى عقوبتكم وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً محبساً لا يقدرون الخروج منها أبداً والعامّة فسّروا الافسادتين بقتل زكريّا ويحيى والعلوّ الكبير باستكبارهم عن طاعة الله وظلمهم الناس والعباد أولي بأس بخت نصر وجنوده وردّ الكرة عليهم بردّ بَهْمَنْ بن إسفنديار اسراءهم إلى الشام وتمليكه دانيال عليهم ووعده الآخرة بتسليط الله الفرس عليهم مرّة أخرى.
وفي الكافي والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : أنّه فسّر الإِفسادتين بقتل عليّ ابن أبي طالب عليه السلام وطعن الحَسَن عليه السلام والعلوّ الكبير بقتل الحسين عليه السلام والعباد أولي بأس بقوم يبعثهم الله قبل خروج القائم فلا يدعون وتراً (١) لآل محمّد صلوات الله عليهم إلّا قتلوه ووعد الله بخروج القائم عليه السلام وردّ الكرّة عليهم بخروج الحسين عليه السلام في سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهب حين كان الحجة القائم بين أظهرهم.
وزاد العيّاشيّ : ثمّ يملكهم الحسين عليه السلام حتّى يقع حاجباه إلى عينيه.
والعيّاشيّ عنه عَليه السلام : أوّل من يكرّ إلى الدنيا الحسين بن عليّ ويزيد بن معوية وأصحابه فيقتلهم حذو القذة بالقذّة ثمّ تلا هذه الآية ثُمَّ رَدَدْنا.
وفي رواية أخرى للعياشي عن الباقر عليه السلام : أنّ العباد أولي بأس هم القائم وأصحابه عليهم السلام والقمّيّ وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ أي أعلمناهم ثمّ انقطعت مخاطبة بني إسرائيل وخاطب الله أمّة محمّد صلَّى الله عليه وآله وسلم فقال لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ يعني فلاناً وفلاناً وأصحابهما ونقضهم العهد وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً يعني ما ادعوه من الخلافة فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما يعني يوم الجمل بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ يعني أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ
__________________
(١) الموتور الّذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه تقول منه وتره يتره وتراً وترة ص.