الْكِتابِ في التّوراة لَتُفْسِدُنَ (١) فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ إفسادتين وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً (٢).
(٥) فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما وعد عقاب أولاهما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا.
في الجوامع عن عليّ عليه السلام : أنه قرأ عَبيداً لنا
أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ذوي قوّة وبطش في الحرب شديدٍ فَجاسُوا تردّدوا لطلبكم خِلالَ الدِّيارِ وسطها للقتل والغارة والسّبي وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً وكان وعد عقابهم لا بدّ أن يفعل.
(٦) ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ الدولة والغلبة عَلَيْهِمْ على الذين بعثوا عليكم وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ممّا كنتم والنّفير من ينفر مع الرّجل من قومه والمجتمعُون للذهاب إلى العدوّ.
(٦) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ (٣) لأنّ ثوابه لها وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها فانّ وبالها عليها.
في الجوامع عن عليّ عليه السلام : ما أحسنت إلى أحد ولا أسأت إليه وتلا الآية قيل وإنّما ذكر باللام ازدواجاً.
وفي العيون عن الرّضا عليه السلام : وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها ربّ يغفر فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ وعقد عقوبة المرّة الآخرة لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ بعثناهم ليسوؤا وجوهكم ليجعلوها باديةً آثار المساءة فيها فحذف لدلالة ذكره أولاً عليه وقرئ ليسوء على التوحيد أي الوعد أو البعث وبالنّون وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ (٤) كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا وليهلِكوا ما عَلَوْا ما غلبوه واستولوا عليه أو مدّة علوّهم تَتْبِيراً.
__________________
(١) أي حقّاً لا شكّ فيه أنّ أخلافكم سيفسدون في البلاد التي يسكنونها كرّتين وهي بيت المقدس وأراد بالفساد الظلم وأخذ المال وقتل الأنبياء وسفك الدّماء م ن.
(٢) أي ولتستكبرنّ ولتظلمنّ النّاس ظلماً عظيماً والعلوّ نظير العتوّ هنا وهو الجرأة على الله تعالى والتعرض لسخطه م ن.
(٣) معناه ان أحسنتم في أقوالكم وأفعالكم فنفع إحسانكم عائد عليكم وثوابه وأصل إليكم تنصرون على أعدائكم الدّنيا وتثابون في العقبى م ن.
(٤) أي بيت المقدس ونواحيه فكنّى بالمسجد وهو المسجد الأقصى عن البلد كما كنّى بالمسجد الحرام عن الحرم ومعناه ليستولوا على البلد لأنّه لا يمكنهم دخول المسجد الا بعد الاستيلاء م ن.