(٨٦) وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ من الأصنام والشياطين قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ نعبدهم ونطبعهم فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ يعني كذّبهم الذين عبدوهم بإنطاق الله إيّاهم في أنّهم شركاء الله وأنّهم عبدوهم حقيقة وإنّما عبدوا أهواءهم كقوله كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ.
(٨٧) وَأَلْقَوْا وألقى الذين ظلمُوا إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ الاستسلام الانقياد لأمره وَضَلَّ عَنْهُمْ وضاع عنهم وبطل ما كانُوا يَفْتَرُونَ من أنَّ لِلَّهِ شركاء وأنّهم ينصرونهم ويشفعون لهم.
(٨٨) الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ بالمنع عن الإسلام والحمل على الكفرِ زِدْناهُمْ عَذاباً لصَدّهم فَوْقَ الْعَذابِ المستحق لكفرهم (١) بِما كانُوا يُفْسِدُونَ بكونهم مفسدين الناس بصدّهم.
القمّيّ قال كَفَرُوا بعد النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلم وَصَدُّوا عَنْ أمير المؤمنين.
(٨٩) وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ يا محمّد شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ.
القمّيّ يعني من الأئمّة عَلى هؤُلاءِ يعني على الأئمّة عليهم السلام فرسول الله شهيد على الأئمّة عليهم السلام وهم شهداء على الناس.
أقولُ : وقد سبق تحقيق هذا المعنى في سورة البقرة والنِّساء وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً (٢) بياناً بليغاً لِكُلِّ شَيْءٍ (٣) وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ.
__________________
(١) وقيل زِدْناهُمْ الأفاعي والعقارب في النّار لها أنياب كالنّخل الطّوال م ن.
(٢) اي بياناً لكلّ امر مشكل ومعناه ليبيّن كل شيء يحتاج إليه من أمور الشرع فانّه ما من شيء يحتاج الخلق إليه في امر من أمور دينهم الّا وهو مبيّن في الكتاب امّا بالتنصيص عليه أو بالإِحالة على ما يوجب العلم من بيان النّبي والحجج القائمين مقامه أو اجماع الأمّة فيكون حكم الجميع في الحاصل مستفاداً من القرآن م ن.
(٣) اي وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ القرآن دلالة الى الرّشد ونعمة على الخلق لما فيه من الشّرايع والأحكام أو لأنّه يؤدّي إلى نعم الآخرة وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ أي بشارة لهم بالثّواب الدائم والنّعيم المقيم م ن.