فصرف الله عنه قتلها والفاحشة وهو قوله تعالى كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ يعني القتل والزّنا.
وعن السّجّاد عليه السلام : قامت امرأة العزيز الى الصّنم فألقت عليه ثوباً فقال لها يوسف أتستحيين ممّن لا يسمع ولا يبصر ولا يفقه ولا يأكل ولا يشرب ولا أستحي أنا ممّن خلق الإنسان وعلمه فذاك قوله تعالى لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ.
والعيّاشيّ مثله عن الباقر عليه السلام بعد ما : كذب قول الناس أنّه رأى يعقوب عاضّاً على إصبعه.
والقمّيّ أيضاً روى : قيامها إلى الصّنم عن الصادق عليه السلام.
وفي المجالس عنه عليه السلام : أنّ رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط وكيف تسلمون ممّن لم يسلم منه أنبياء الله ورسله وحجج الله ألم ينسبوا يوسف إلى أنّه همّ بالزّنا.
أقول : وقد نسبت العامّة خذلهم الله إلى يوسف في هذا المقام أموراً ورووا بها روايات مختلفة لا يليق للمؤمن نقلها فكيف باعتقادها ونعم ما قيل انّ الذين لهم تعلق بهذه الواقعة هم يوسف والمرأة وزوجها والنسوة والشهود وربّ العالمين وإبليس وكلّهم قالوا ببراءة يوسف عن الذنب فلم يبق لمسلم توقف في هذا الباب امّا يوسف فقوله هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وقوله رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وأمّا المرأة فلقولها وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وقالت الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وامّا زوجها فلقوله إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ وأمّا النّسوة فلقولهنّ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَها حُبًّا إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ وقولهنّ حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ وأمّا الشهود قوله تعالى شَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها الآية وامّا شهادة الله بذلك فقوله عزّ من قائل كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ وامّا إقرار إبليس بذلك فلقوله فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ فأقّر بأنّه لا يمكنه إغواء العباد المخلصين وقد قال الله تعالى إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ فقد أقرّ إبليسُ