والثلاثة عشر ، وأمة الموت وأمة القيامة ، من أمم زمنية أم إنسانية ، كلها مصاديق صادقة ل (أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ) فإنها معدودة معلومة عند الله مهما كانت مجهولة عند من سواه.
ذلك ، ولا حول هنا عن عناية أمة من الناس من (أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ) فإنها تعنيهم في (٤٩) مرة مذكورة في القرآن اللهم إلّا واحدة هي (وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ) (١٢ : ٤٥).
وليست هذه الأمة المعدودة أمة رسولية أخرى حيث ختمت الرسالة بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فهم ـ إذا ـ أمة رسالية خاصة من هذه الأمة تعذّب كل هؤلاء المكذبين يوم الرجعة ، وهو المعني من (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ) (٢٧ : ٨٣) حيث يرجع يوم الهدى (عليه السلام) حسب القرآن والسنة «من محّض الإيمان محضا أو محّض الكفر محضا» رجوعا بالاستعداد ، مهما يرجع مؤمنون متوسطون في الإيمان أيضا رجعة بالاستدعاء ، وهنا (يَوْمَ يَأْتِيهِمْ) لمحة لرجعتهم يوم الرجعة حيث يعنيهم كحاضرين عند نزولها ، ومن ثم من يأتي بعدهم من المكذبين.
وقد بشر القرآن ـ ومعه سائر كتابات الوحي وروايات الإسلام وسائر الأديان ـ أن الله سوف يؤيد هذا الدين بقوم هم أصلح الصالحين في تاريخ الرسالات ، يقودهم القائم بالحق في آخر الزمان وهو المهدي من آل محمد (عليهم السلام) ، وهؤلاء هم أصدق مصاديق من مواعيد الله تعالى في تالية الآيات :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) (٥ : ٥٤) ـ
(وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى