٩ ثم «ابن السبيل» الذي لا مأوى له ولا ملجأ إلّا السبيل.
١٠ وأخيرا (ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) سواء أكان ملك اليمين عبدا أو أمة ، أمّن تملكهم يمينك تعليما أو تربية أو رزقا أو استخداما في عمل ، وشاهدا على طليق المعنى تقديمه على الجار وابن السبيل لأقربيته منهما ، فالتأخير وعموم الملك شاهدان على العموم وكما يروى عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) و (إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي) (٥ : ٢٥) ولو عنى المملوك ـ فقط ـ لكان حق الترتيب هذه الإحسانات التسع إحصانات للحفاظ على الحياة الجمعية الإسلامية عن التمزق والتفرق والانزلاق والانسحاق ، وتارك الإحسان أيا كان هو مختال فخور كتارك عبادة الله و (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً فَخُوراً).
فقضية المقابلة بين (الْجارِ الْجُنُبِ) و (الْجارِ ذِي الْقُرْبى) انه الجنب عقيديا أو نسبيا أو مكانا كما القربى تشمل الثلاثة مجموعة ومفرقة ، و «القربى» هنا صفة للصلة المحذوفة ، فالجار ذي الصلة القربى يتقدم على غير ذي الصلة القربى وهو الجار الجنب.
فالجار الأول يشمل البعيد مكانا الى القريب ، والبعيد نسبا أو سببا الى القريب ، والبعيد صلة إيمانية الى القريب ، مهما كان الأقرب أقرب والأغرب أغرب.
والجار الثاني يشمل أيّ بعيد من هؤلاء الأربع ، وأبعدهم من جمع كلها ،
__________________
ـ مسئول عن صحابته ولو ساعة من نهاره وفيه عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره.
وفي نور الثقلين ١ : ٤٨٠ عن الكافي عن أبي عبد الله (عليه السّلام) عن آبائه أن امير المؤمنين (عليه السّلام) صاحب ذميا فقال له الذمي اين تريد يا عبد الله؟ قال (عليه السّلام) : أريد الكوفة فلما عدل الطريق بالذمي عدل معه امير المؤمنين (عليه السّلام) فقال له الذمي الست ـ