هنا (فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ) تجعل القاتل والمقتول في سبيل الله على حد سواء في (فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) فالقتيل ـ إذا ـ غالب كما الغالب قاتلا وغير قاتل.
وإنما لم يأت «يغلب» بديلا عن «يقتل» لمحة الى أن القاتل في سبيل الله غير منهزم ولا مغلوب على أية حال ، فحين يوطن المناضل في سبيل الله نفسه على إحدى الحسنيين فلا يهم أبدا فرارا ولا وهنا ، لأنه يرى غلبه على أي الحالين.
وإنما قدم القتل على الغلبة حيث الأجر العظيم مضمون للقتيل في هذه السبيل إذ قضى نحبه ، وأما الغالب فقد تطرء عليه طوارئ السوء مما يحبط صالحات ويقللها.
فالقتل في سبيل الله هو أسلم للقتيل ، والغلب فيها أسلم للكتلة المسلمة ولكنه خطر على الغالب لزهوة أم طارئة أخرى تنقص من أجر الغلب العظيم.
(وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً) ٧٥.
(وَما لَكُمْ) استنهاض للمثبطين عن القتال ـ لا المقاتلين ـ تند يدا بتبطيئهم عن القتال قضية نفاق أم ضعف إيمان أم إسلام قبل إيمان ، ف «ما لكم» تستنهض هؤلاء الثلاث ليلحقوا بصفوف المؤمنين المقاتلين لا سيما وأن أهليهم المؤمنين رجالا ونساء وأطفالا هم ظلوا تحت نير الظلم والهوان ، فحتى ان لا يقاتلوا في سبيل الله مجرّدة ، فليقاتلوا في سبيله لنجاة الأهلين الملتصقين بهم فالقرآن لا يقضي على حكم الفطرة الإنسانية بالتضحية للأهلين ، وإنما يصفيه