هنا جولة أخيرة في هذه السورة مع النصارى بعد الجولة السابقة مع اليهود والصيغة فيهما واحدة هي (يا أَهْلَ الْكِتابِ) نبهة لهم أن الشرعة الكتابية بعيدة في أصلها عن هذه التخلفات.
وهنا يقضي على أسطورة «ثلاثة» من لاهوتهم العقائدي المختلق ، حيث يضاهي أساطير الوثنيين من قبل وكأنه ترجمة أو ترجمان لها على سواء.
وهذه الثلاثة هي الأقانيم المسيحية التي اختلقوها مهما اختلفوا فيها ، أنها أجزاء إله واحد مثلثة الأقانيم ، أم إن الله ثالث ثلاثة والآخران منبثقان من ذاته و (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٥ : ٧٣).
أم إن المسيح وأمه إلهان اثنان : (وَإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ. ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ..) (٥ : ١١٧) (١).
__________________
(١) كما تصرح الكنيسة الكاثوليكية : «كما أن المسيح لم يبق بشرا كذلك مريم أمه لم تبق من النساء بل انقلبت وينوسة أي إلهة ، لذلك تراهم كثيرا ما يحذفون أسماء الله مثل (يهوه) من كتب المزامير ويثبتون مكانها اسم «مريم» كقوله : «احمدوا الله يا أولاد فالكاثوليك لأجل إظهارهم عبودتهم لمريم طووا هذا من الزبور وبدلوه إلى : احمدوا مريم يا أولاد.
وهذه الكنيسة كلما صلّي فيها مرة واحدة بالصلاة الربانية (آبانا الذي في السماوات) يصلّى فيها بالصلاة المريمية عشرون مرة كما يكتبه الأب عبد الأحد داود الآشوري العراقي في كتابه الإنجيل والصليب.
ويقول جرجس صال الإنجليزي في كتابه مقالة الإسلام ص ٦٧ ـ ٦٨ ردا على الإسلام عند ما يذكر ـ