الحكيم حيث فرض عليكم الجهاد بعلمه فيما يحصل وحكمته لما يحصل ، وإن لكم (إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ).
فهذه عديدة من كلمات الله تضع حاسمة الخطوط الرئيسية في المعركة ، كاشفة عن الشقة البعيدة والمشقة العتيدة بين جبهتي الصراع.
ذلك ، فحين يصر العدو الكافر الماكر على مواصلة الحرب فما أجدر المؤمنين على مواصلتها وبأحرى وأشد إصرارا ، تصبّرا على آلامها ، واستئصالا لفتنهم قدر المستطاع.
فسبيل الضفّة المؤمنة ـ إذا ـ الاحتمال على أية حال دونما انهيار ولا فرار مهما تعلم أنها تألم ف (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرْجُونَ)!.
(وَكانَ اللهُ عَلِيماً) كيف اعتلاج المشاعر واختلاج المحاور «حكيما» في أمره الإمر بشأن الجهاد الصامد ، والنهي عن الحياد الهامد البائد المائد.
(إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً) ١٠٥.
على ضوء هذه اليتيمة المنقطعة النظير نعرف مدى حاكمية الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بين الناس ، حاكمية هي في الأغلبية الساحقة في الحقول السياسية والجماعية والحربية أماهيه من دون الأحكامية المتعودة ، حيث الحاكم في الحقل الأحكامي هو الله بكتابه وسنة نبيه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) (١).
__________________
(١) وقد وردت روايات بشأن نزول هذه الآيات مما أوجبت التنديد الشديد المديد بالذين أرادوا الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يكون للخائنين خصيما ويجادل عن الذين يختانون أنفسهم وهم يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله ، وهم أولاء الذين يكسبون إثما ثم يرمون به بريئا ـ