لمنصبه وتغرير لعينه على عيون الناس فيحسبونه حقيقا لذلك المنصب.
فالراية رايتان راية حق وراية باطل ف «من رفع راية ضلالة فصاحبها طاغوت» (١).
ولا تعني راية الضلالة إلّا ما تنحو منحى الحق المرام ، مهما كان خليص الباطل أو خليطا من الحق والباطل ، فالأمر بالمعروف التارك له والناهي عن المنكر الفاعل له ، والداعي الى الخير النائي عنه ، والحاكم غير الصالح للحكم زمنيا أو روحيا ، في حقل القضاء أم سواه ، إنهم ككل رافعون راية الضلالة مهما اختلفت دركاتها.
ذلك ، ومصبّ التنديد في الآية ـ الأصيل ـ هم المنافقون ، مهما شملت كافة المتحاكمين الى الطاغوت تأويلا.
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً) ٦١.
(ما أَنْزَلَ اللهُ) هو القرآن ، و «الرسول» هو الرسول بوحي السنة وإنه هو الحاكم بكل ما أنزل الله كتابا وسنة ، و «تعالوا» من التعالي الارتفاع عما كانوا إلى أرفع منه وأعلى ، و (يَصُدُّونَ عَنْكَ) بديلا عن «يصدون عما أنزل الله وعنك» إنه يحكم عرى التحاكم الى الرسول في أحكام الكتاب والسنة ، فإنه هو الأول في التذكير بالكتاب : (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ).
وبذلك يبقى المنهج الرباني القرآني ـ وعلى ضوءه السنة الرسالية ـ يبقى مهيمنا على ما يطرأ على الحياة من مشكلات ومعضلات وأقضية أمّاهيه من
__________________
ـ تحاكم الى الطاغوت فحكم له فإنما يأخذ سحتا وإن كان حقه ثابتا لأنه أخذه بحكم الطاغوت وقد أمر الله أن يكفر به ...
(١) نور الثقلين ١ : ٤٢١ عن أبي جعفر (عليه السّلام)