خلاعة خلاف من انتصبه الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وكذلك كل أولئك الذين يطيعون غير المعصومين ، حيث الطاعة العاصمة عن الزلل هي مثلثة الطاعة على طول الخط ، وهي زمن غياب المعصومين ليست إلا على ضوء الكتاب والسنة اجتهادا أو تقليدا صالحا.
وليس التحاكم ـ فقط ـ في الخلافات الشخصية الراجعة الى حكام الشرع (١) بل والتحاكم في سائر الأحكام الشرعية ، فكما الرجوع الى غير العدول من القضاة تحاكم الى الطاغوت ، كذلك وبأحرى الرجوع في شرعة الله ككل إلى الذين لا يحكمون بالقرآن والسنة ، تحكيما لآراءهم على شرعة الله.
فحكم الطاغوت ساقط ماقت مهما كان حقا (٢) حيث التحاكم إليه تقرير
__________________
ـ من اليهود في حديقة فقال الزبير : ترضى بابن أبي شيبة اليهودي؟ وقال اليهودي : ترضى بمحمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأنزل الله هذه الآية ... (وإذا قيل لهم تعالوا الى ما أنزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا).
وفي الدر المنثور ٢ : ١٧٩ ـ أخرج الثعلبي عن ابن عباس في الآية قال : نزلت في رجل من المنافقين يقال له بشر خاصم يهوديا فدعاه اليهودي الى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ودعاه المنافق الى كعب بن الأشرف ثم إنهما احتكما الى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقضى لليهودي فلم يرض المنافق وقال تعال نتحاكم الى عمر بن الخطاب فقال اليهودي لعمر قضى لنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فلم يرض بقضائه فقال للمنافق أكذلك؟ قال : نعم فقال عمر مكانكما حتى أخرج إليكما فدخل عمر فاشتمل على سيفه ثم خرج فضرب عنق المنافق حتى برد ثم قال : هكذا أقضي لمن لم يرض بقضاء الله ورسوله فنزلت هذه الآية.
(١) المصدر ١ : ٤٢١ عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال قال يا أبا محمد إنه لو كان لك على رجل حق فدعوته الى حكام أهل العدل فأبي عليك إلا أن يرافعك الى حكام أهل الجور ليقضوا له لكان ممن حاكم الى الطاغوت وهو قول الله عز وجل : ألم تر ..
(٢) المصدر مقبولة عمر بن حنظلة قال سألت أبا عبد الله (عليه السّلام) عن رجلين من أصحابنا تكون بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما الى السلطان أو الى القضاة أيحل ذلك؟ فقال : من ـ