وليتنبه أن الإسلام شيء وكثير من المسلمين شيء آخر ، فتبديل السماح في زواج أكثر من واحدة إلى تأسيس الحريمات الواسعة والاستكثار من الحرائر والإماء عن طريق الخطف والشراء والنخاسة وتجميعهن في القصور واتخاذهن وسيلة للالتذاذ الجنسي البهيمي دونما حدّ ، وتمضية الليالي الحمراء بين قطعان النساء وعربدة السكر والرقص والغناء ... هذه كلها ليست من الإسلام ، لا سيما وأن هذه الكثرة الكثيرة من النساء بحاجة الى من يكسر ثورتهن الجنسية ولا يستطيع له رجل واحد فيبتلين بالشذوذات والتخلفات الجنسية وهذا داخل في العول المنهي عنه في (ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا).
فكما أن خوف العول والميل المحرم يسمح لعديد الأزواج في جانب الرجل ، كذلك خوف العول في جانب المرأة حين لا تجد رغبتها وشبقتها عند رجلها لكثرة شريكاتها ، فقد يكون تعدد الزوجات محرما قضية عول الرجل والمرأة ، وهو واجب أحيانا بنفس القضية بصورة معاكسة.
وليس الواقع التاريخي بين المسلمين هو التفسير العملي للإسلام ، فإنما المحور الأصيل هو الإسلام وليس المسلمين ، إلا ما وافق شرعة الإسلام كما الإسلام يرام لا كما يرومه من لا يفهم الإسلام إلا بقسطاس رغبته وهواه.
فانما المعيار العادل في تعدد الزواج هم الرسل والائمة الكرام وسائر الأولياء الصالحين على مدار الزمن الرسالي ، مثل سليمان النبي (عليه السلام) الذي يصرح التورات بانه تزوج مئات من النساء ، والرسول الأقدس (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث تزوج بسبعة عشر ومات عن تسع.
دون الناس النسناس الذين يتذرعون بسماح التعدد إلى معاملات بشعة وعمليات سيئة حتى بالنسبة لزوجة واحدة فضلا عن المتعددات.