قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة [ ج ١ ]

425/463
*

ومنها «الترنجبين» (١) او شيء كان يسقط على شجرة الترنجبين (٢) او ما كان ينزل عليهم بالليل فيقع على النبات والشجر والحجر فيأكلونه (٣) وجملة القول هنا أن ليس شيء مما ذكر او يذكر (٤) هو المن فقط ، إذ لا تعنيها لغته ، وإنما هي مصاديق عدة من المن : «ما يمن به عليهم في التيه من الأكل» وهي كلها (طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) فالأرضي منها نازلة من علوّ الرحمة ، والسماوي منها نازلة من عل كما هي نازلة برحمة ، فهما إذا نازلان من عل أيا كان.

ثم السلوى هي في الأصل ما يتسلى به ومنه السّلوان والتسلي ، وإذا كان المن منة الغذاء البدنية ، فالسلوى إذا هي الغذاء النفسية ، فالأوّل يصلح ويصحح البدن ، والثاني يؤمّن ويسلىّ الروح ، وهما «نعمتان مجهولتان الصحة والأمان» والطير السماني الذي جاء تفسيرا للسلوى هو من المن ، فان السلوى لغويا لا تعني طيرا أم شيئا خاصا ، وقد يكون السماني سلوى في المن يسلي الذائقة بلحمه الملذّ بين سائر المنّ ، لا أنه هو السلوى

__________________

(١) تفسير البرهان ١ : ١٠١ ـ عن الامام الحسن العسكري (عليه السلام) ان المن الترنجبين كان يسقط على شجرهم فيتناولونه ....

(٢) الدر المنثور ١ : ٧٠ ـ اخرج جماعة عن السدى : فانزل الله عليهم المن فكان يسقط على شجرة الترنجبين.

(٣) علي بن ابراهيم القمي في معنى الآية.

(٤) فعن عكرمة انه شيء مثل الطلّ شبه الرب الغليظ ، وعن مجاهد انه صمغة ، وعن الربيع بن انس انه شراب كان ينزل عليهم مثل العسل فيمزجونه بالماء ثم يشربونه ، وعن وهب بن منبه انه خبز الرقاق مثل الذر (الدر المنثور ١ : ٧٠) او شيء كالطل فيه حلاوة يسقط على الشجر (مفردات القرآن للراغب) ولعلّه المادة التي يصنع منها في ايران «الگز» والعرب اصطلحوا له المن بالاضافة الى السلوى ، ولكنه فقط المن دون السلوى.