وذلك خلاف ما كانت اليهود والنصارى يزعمونه أن أنبياءهم أو آباءهم الأنبياء سوف يجزون عنهم ويغنون ، أو لأنهم أبناء الله وأحبائه فلا يعذّبون ، (وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) (٥ : ١٨).
كما وأن هناك هرطقات كنسية تهرف بما لا تعرف أو تتجاهل قائلة : «أن المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا» (رسالة بولس إلى غلاطية صح : ٣) .. ان تحمّل جميع لعنات شريعة الناموس بصلبه .. أنه جازى كل ملعون بلعنه صلبا وكذلك ذوقه حرّ النار ، فأمته ـ إذا ـ أحرار ، بعيدون عن النار ، رغم تصريح التورات : «ملعون من لا يقيم كلمات هذا الناموس ليعمل بها ويقول جميع الشعب آمين» (تثنية ٢٧ : ٢٦) وهكذا الإنجيل : «لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ، ما جئت لأنقض بل لأكمل فمن نقض أحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعى أصغر في ملكوت السماوات» (إنجيل متى ٥ : ١٧ ـ ١٩) ومن طريف الإعجاز أن بولص ناقض شريعة الناموس وافق اسمه إثمه حيث يعني الصغير! (١).
٢ (وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ) : كضابطة عامة ألّا يقبل شفاعة للمجرمين من شافع ، أو منهم أن يستشفعوا ، حيث المرجع لضمير المؤنث في «منها» أعم من نفس شافعة أو مشفع لها : (يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ) (٢ : ٢٥٤) (فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ) (٧٤ : ٤٨).
٣ (وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ) والعدل هنا والعدل هو المثل ، او الفدية
__________________
(١) راجع «عقائدنا» ص ١٦٥ ـ ١٧٠ حيث فصلنا فيه الكلام ..