الخبت وهو المطمئن المنخفض من الأرض. وسر تحول الخطاب للنبي صلىاللهعليهوسلم هو إظهار عظمة الألوهية وقهرها في مقام الأمر والنهي للعباد ، فلما انتهى أمر التكليف ، وجه الخطاب للنبيصلىاللهعليهوسلم لتبليغه الناس وعد الله للعاملين المخلصين. وأوصافهم أربعة هي ما يأتي :
١ ـ الخوف والخشوع عند ذكر الله : (الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) أي إذا ذكر الله خافت منه قلوبهم.
٢ ـ الصبر على المصائب : (وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ) أي الذين يصبرون على الآلام والمشقات في طاعة الله تعالى.
٣ ـ إقامة الصلاة : (وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ) أي الذين يؤدون الصلاة في أوقاتها تامة الأركان والشرائط ، مع الخشوع لله تعالى.
٤ ـ الإنفاق مما رزقهم الله : (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) أي وينفقون من بعض ما آتاهم الله من طيب الرزق ، على أهليهم وأقاربهم وفقرائهم ومحاويجهم ، ويحسنون إلى الخلق ، مع محافظتهم على حدود الله تعالى.
وهذه بخلاف صفات المنافقين ، فإنهم بالعكس من هذا كله.
ونظير الآية قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ، وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً ، وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال ٨ / ٢] وقوله تعالى : (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ، ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللهِ) [الزمر ٣٩ / ٢٣].
فقه الحياة أو الأحكام :
أفادت الآيات الأحكام التالية :
١ ـ إن تعظيم حرمات الله أي أفعال الحج وغيرها من امتثال الأوامر