الإعراب :
(ذلِكَ) خبر مبتدأ محذوف ، أي الأمر والشأن ذلك المذكور.
(مِنَ الْأَوْثانِ مَنْ) : لتبيين الجنس ؛ لأنه أعم في النهي.
(حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ حُنَفاءَ) : حال من ضمير (فَاجْتَنِبُوا) وهو عامله ، وكذلك (غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ).
(مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) القراءة المشهورة جرّ (الْقُلُوبِ) بالإضافة ، وتقرأ برفع (الْقُلُوبِ) بالمصدر ؛ لأن «التقوى» مصدر كالدعوى ، فيرتفع به ما بعده.
البلاغة :
(فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) تأكيد بإعادة الفصل بالفعل ، ويسمى الإطناب ، للعناية بشأن كل منهما على حدة.
(وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ) تشبيه تمثيلي ؛ لأن وجه الشبه منتزع من متعدد ، وكذا قوله : (أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ) تشبيه تمثيلي. والعطف فيه إما على قوله : (خَرَّ مِنَ السَّماءِ) أو على «تخطفه الطير».
(وَجَبَتْ جُنُوبُها) جناس ناقص.
المفردات اللغوية :
(ذلِكَ) أي الأمر هكذا ، ويستعمل للفصل بين كلامين ، كقوله تعالى : (هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ) [ص ٣٨ / ٥٥] (وَمَنْ يُعَظِّمْ) التعظيم : العلم بوجوب تكاليف الشرع والعمل بموجبه. (حُرُماتِ اللهِ) جمع حرمة ، والحرمة : الأحكام وسائر ما لا يحل انتهاكه ، عن زيد بن أسلم : الحرمات خمس : الكعبة الحرام ، والمسجد الحرام ، والبلد الحرام ، والشهر الحرام ، والمشعر الحرام. وقال المتكلمون : ولا تدخل النوافل في حرمات الله تعالى. (فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ) أي فالتعظيم خير ثوابا في الآخرة ، للعلم بأنه يجب القيام بمراعاة الحرمات وحفظها.
(وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ) أي أحل أكلها بعد الذبح. (إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ) أي إلا المتلو عليكم تحريمه في آية : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ) [المائدة ٥ / ٣] وهو ما حرّم منها لعارض كالموت وغيره ، فلا تحرموا منها غير ما حرّمه الله كالبحيرة والسائبة ، والاستثناء منقطع ، ويجوز أن يكون متصلا (الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ مَنْ) للبيان ، أي الذي هو الأوثان ، كما تجتنب الأنجاس ، وهو غاية المبالغة في النهي عن تعظيمها ، والتنفير عن عبادتها. والرجس : القذر ، أي اجتنبوا عبادة الأوثان.