الإعراب :
(ثانِيَ عِطْفِهِ) حال من ضمير. (يُجادِلُ) عائد على (مِنَ) والإضافة في تقدير أو نية الانفصال ، أي ثانيا عطفه ، ولذلك لم يكتسب التعريف بالإضافة.
(يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ) من : فيه أربعة أوجه :
الأول ـ أنه منصوب ب (يَدْعُوا) واللام في غير موضعها ، أي يدعو من لضرّه أقرب من نفعه ، فقدمت اللام إلى (من) و (ضَرُّهُ) : مبتدأ ، و (أَقْرَبُ) : خبره. وهذا قول الكوفيين.
والثاني ـ أن مفعول (يَدْعُوا) محذوف ، واللام في موضعها ، أي يدعو إليها أي (لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ) فمن : مبتدأ ، وخبره : (أَقْرَبُ) والجملة صلة (من). و (لَبِئْسَ الْمَوْلى) : خبر ثان ل : (من). وهو قول المبرّد.
والثالث ـ أن (يَدْعُوا) بمعنى يقول ، وما بعده : مبتدأ وخبر ، أي يقول لمن ضرّه عندكم أقرب من نفعه هو إلهي ، فخبر المبتدأ محذوف ، أي يقول الكافر : الصنم الذي تعدونه من جملة الضرر : إلهي.
والرابع ـ أن (يَدْعُوا) تكرار للأول ، لطول الكلام ، مثل (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ ... فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ) [آل عمران ٣ / ١٨٨].
البلاغة :
(ثانِيَ عِطْفِهِ) كناية عن التكبر والخيلاء.
(بِما قَدَّمَتْ يَداكَ) مجاز مرسل ، علاقته السببية ؛ لأن اليد هي التي تفعل الخير أو الشر.
(مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) استعارة تمثيلية ، شبه المنافقين وما هم فيه من اضطراب في دينهم بمن يقف على طرف هاوية يريد العبادة.
(فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ، وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ) مقابلة بديعة.
(يَضُرُّهُ) و (يَنْفَعُهُ) بينهما طباق.
المفردات اللغوية :
(هُدىً) هو النظر الصحيح الموصل إلى المعرفة. (كِتابٍ مُنِيرٍ) الوحي المظهر للحق.