(مُسْتَقِيماً) منصوب على الحال المؤكّدة من : (صِراطُ) ، وإنّما كانت مؤكّدة ؛ لأن صراط الله تعالى لا يكون مستقيما.
(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَوْمَ) : منصوب بفعل مقدر ، تقديره : واذكر يوم نحشرهم.
و (جَمِيعاً) : منصوب على الحال من الهاء والميم في نحشرهم.
(النَّارُ مَثْواكُمْ) يجوز أن يكون المثوى مصدرا بمعنى الثواء وهو الإقامة ، ويجوز أن يكون مكانا أي مكانا للإقامة ، فإذا كان مصدرا كان هو العامل في الحال : (خالِدِينَ فِيها) ، وإذا كان مكانا كان العامل في الحال معنى الإضافة ؛ لأن معناه المضامّة والمماسّة ، مثل قوله تعالى : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً) [الحجر ١٥ / ٤٧] ، وقوله تعالى : (أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ) [الحجر ١٥ / ٦٦] وليس في التّنزيل حال عمل فيها الإضافة إلا هذه المواضع الثلاثة. (إِلَّا ما شاءَ اللهُ ما) : في موضع النصب على الاستثناء المنقطع ، فإن جعلت (ما) لمن يعقل لم يكن منقطعا.
البلاغة :
(قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ) فيه إيجاز بالحذف أي أفرطتم في إضلال وإغواء الإنس. ومثله (اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ) أي استمتع بعض الإنس ببعض الجنّ ، وبعض الجنّ ببعض الإنس.
(النَّارُ مَثْواكُمْ) تعريف الكلمتين لإفادة الحصر.
المفردات اللغوية :
(يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ) يوسّعه لقبول الإيمان والخير ، أو يقذف في قلبه نورا ، فينفسخ له ويقبله ، كما ورد في حديث ، والمراد جعل النفس مهيأة لقبول الحقّ فيها. (ضَيِّقاً) ضدّ الواسع. (حَرَجاً) بفتح الرّاء وكسرها : شديد الضيق ، من الحرجة : وهي الشّجر الكثير الملتف بحيث يصعب الدّخول فيه. (يَصَّعَّدُ) أو يصّاعد أي يتصاعد في السماء ، ويسبح في الفضاء ، وكأنّما يزاول أمرا غير ممكن إذا كلف الإيمان ، لشدّته عليه. (كَذلِكَ) الجعل. (يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ) أي يسلط الله العذاب أو الشيطان ، وأصل الرّجس : كل ما يستقذر حسّا أو شرعا أو عقلا. (وَهذا) منهج محمد ودينه. (صِراطُ رَبِّكَ) أي طريقه الذي ارتضاه لخلقه. (مُسْتَقِيماً) لا اعوجاج فيه ولا زيغ. (قَدْ فَصَّلْنَا) بيّنا. (لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) أي يتّعظون ، وخصّوا بالذّكر ؛ لأنهم المنتفعون.
(لَهُمْ دارُ السَّلامِ) أي دار السّلامة ، وهي الجنّة. (وَلِيُّهُمْ) متولّي أمورهم وكافيهم ما يهمّهم. (يا مَعْشَرَ) المعشر : القوم والرّهط وهو الجمع من الرجال فحسب. (قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ