وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (٧٩))
الإعراب :
(آيَةً) حال ، عاملها معنى الإشارة ، وكانوا سألوه أن يخرجها من صخرة عينوها (بُيُوتاً) حال مقدرة لأن الجبل لا يكون بيتا في حال النّحت. (لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ) بدل من قوله : (لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) بإعادة العامل الجارّ ، كقوله تعالى : (وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ) [الزّخرف ٤٣ / ٣٣] : فقوله : (لِبُيُوتِهِمْ) بدل من قوله : (لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ) وهذا يدلّ على أن العامل في البدل غير العامل في المبدل منه.
أما الضمير (مِنْهُمْ) فإن رجع إلى (قَوْمِهِ) فهو بدل الشيء من الشيء ، وهما لعين واحدة ، وإن رجع إلى (لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) فهو بدل بعض من كلّ. وعلى الأوّل يكون المعنى : أن استضعافهم كان مقصورا على المؤمنين ، وعلى الثاني لم يكن الاستضعاف مقصورا عليهم ، ويدلّ على أن المستضعفين كانوا مؤمنين وكافرين.
البلاغة :
(هذِهِ ناقَةُ اللهِ) إضافة تشريف وتكريم.
(وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ) التّنكير للتّقليل والتّحقير ، أي لا تمسّوها بأدنى سوء.
(مُؤْمِنُونَ) و (كافِرُونَ) بينهما طباق.
المفردات اللغوية :
(ثَمُودَ) قبيلة عربية كانت تسكن الحجر بين الحجاز والشّام ، إلى وادي القرى قرب تبوك ، سمّوا باسم جدّهم : ثمود بن عامر بن إرم بن سام بن نوح. فإذا كانت ممنوعة من الصّرف فيراد بها القبيلة ، وإذا صرفت يراد بها الحي ، أو باعتبار الأصل ؛ لأنه اسم أبيهم الأكبر.
(أَخاهُمْ صالِحاً) هو نبيّهم ، وكان من أشرفهم نسبا وأعلاهم حسبا ، وأخوته لثمود كأخوة