هذه الأمثال والمقارنات وعقد أوجه الشبه بين الأشياء لإقناع الناس وحملهم على الإيمان والتفكير بالحقائق ، لذا قال تعالى : (كَذلِكَ نُصَرِّفُ ...) أي مثل ذلك البيان والتصريف نردد الآيات الدالة على القدرة الباهرة ونكررها ونبينها لقوم يشكرون نعمة الله ، وهم المؤمنون ليكفروا فيها ويعتبروا بها.
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يأتي :
١ ـ الله تعالى مصدر الرزق ، فهو الذي ينزل المطر ، فينبت الزرع والعشب والشجر والنبات والثمار ، فيستفيد منها الإنسان والحيوان ثم يعود نفع الحيوان في النهاية إلى الإنسان. والإنزال والإنبات دليل على وجود الله وعلمه وقدرته وحكمته.
٢ ـ إخراج الموتى أحياء من القبور مثل إخراج النبات الحي من الأرض الجدبة الميتة التي لا حراك فيها ، وفي ذلك ذكرى ، تذكر الناس فيؤمنوا بالبعث والنشور يوم القيامة.
٣ ـ ضرب الله تعالى للمؤمن والكافر مثلا ، فإنه شبّه المؤمن بالأرض الخيّرة التي نزل عليها المطر ، فيحصل منها أنواع الأزهار والثمار ، والكافر بالأرض السّبخة التي لا تنبت إلا النزر القليل ، وإن نزل عليها المطر ، وشبّه نزول القرآن بنزول المطر ، فالروح الطاهرة النقية عن شوائب الجهل والأخلاق الذميمة إذا اتصل بها نور القرآن ، ظهرت فيها أنواع الطاعات والمعارف والأخلاق الحميدة ، والروح الخبيثة وإن اتصل بها نور القرآن ، لم يظهر فيها من المعارف والأخلاق الحميدة إلا القليل.
٤ ـ يضرب الله الأمثال للناس ليتذكروا ويتعظوا فيؤمنوا ، ويصرّف الآيات ويرددها ، ويأتي بالحجج والدلالات لإبطال الشرك ، كما يصرف الآيات