(خواتيم) و (طوابيق) و (دوانيق) ، فلما تكلمت العرب بذلك صار بمنزلة جمع على غير الواحد وهو نحو قولهم : (لمحة) و (ملامح) و (حسن) و (محاسن) و (شبه) و (مشابه) ، وهذه الجموع ليست بمجموع هذه الأسماء على ما يوجبه القياس.
فقدر النحويون أنها جمع (ملمحة) و" محسن" و" مشبه" ، وإن كانوا لم يستعملوا هذه الألفاظ في الواحد.
وكذلك قدروا أن (دوانيق) جمع (داناق) و (خواتيم) جمع (خاتام) و (طوابيق) جمع (طاباق) وإن لم تكن تستعمل ذلك ، غير أنه قد جاء" خاتام" عن بعض العرب ، وحكاه سيبويه عن أبي الخطاب وروي فيه شعر وهو :
فقل لذات الجورب المشتّق |
|
أخذت خاتامي بغير حقّ (١) |
وحي (داناق) من يحث لا يعمل عليه ، فقال سيبويه : فلو صغرنا هذه الأسماء على ما يوجبه القياس لقلنا : (خويتم) و (دوينق) و (طريق) على ما يوجبه قياس الجمع لا على هذا الجمع الشاذ ، وهذا معنى قوله : لا على التكسير للجمع على غيره أي على القياس.
وقد استدل على ذلك بأنه سمع من العرب من يقول (خويتيم) فإذا جمع قال : (خواتيم) فدل ذلك على أن الجمع ل" خاتام" وأنه شاذ. وقوى ذلك أيضا بما ذكر عن يونس ، أن العرب تقول : (خواتيم) و (طوابق) و (دوانق) على (فواعل) كما قالوا : (تابل) و (توابل).
ثم قال : ولو قلت : (خويتيم) و (دوينيق) على قياس (خواتيم) و (دوانيق) وتركت القياس فيه من أجل ذلك لوجب أن تقول في (أثفية) : (أثيفية) ؛ لأن العرب قد قالت : " أثاف" ، وكذلك ، في (معطاء) : (معيط) ؛ لأن العرب قد قالت : (معاط) ، وفي (مهرية) : (مهيرية) كقولهم : (مهارى) حين حذفوا إحدى الياءين ، والذي يقال في تصغيره (أثيفيّة) ، و (معيلي) و (مهيريّة) على ما يوجبه القياس ، ولم يعمل في التصغير على الجمع ؛ لأن الذي لحق الجمع في بعضه شاذ. وفي بعضه وهو (أثاف) و (مهارى)
__________________
(١) البيتان في المقتضب ٢ / ٢٥٨ ابن يعيش : ٥ / ٥٣ ، واللسان (ختم).