أقول : أراد عليهالسلام أنَّ خالق جميع العطيات وموجدها ومعطيها ومالكها نفسه
تعالىٰ ، لا شريك له في الإيجاد ، كما لا ثاني له في الوجود.
وقول السائل : ( أن تُدنيني
من قُربِكَ ) أي تقرّبني إليك. يقال : زيد أدنىٰ عمراً إلىٰ بكر ، أي قرّبه إليه ، وأدنوه مني : أي قرّبوه منّي ، من الإدناء. كأنّه قال : أسألك
بسبب جودك وكرمك أن تعطيني بعطاء هو قربك ، يعني : توفّقني لإقامة طاعاتك وإدامة عباداتك ، حتّىٰ يحصل لي التخلّق بأخلاقك الحسنة والاتصاف بصفاتك الكريمة ؛ لأنّك قلت : ( عبدي أطعني حتىٰ أجعلك مثلي ، أقول لشيء : كن ، فيكون ، تقول
لشيء : كن ، فيكون ) ، كما قيل :
حكايت كنند از بزرگان دين
|
|
حقيقت شناسان عين اليقين
|
که صاحبدلی بر پلنگی نشست
|
|
همی را ندار هوار وماری
بدست
|
باو گفتم اى مرد راه خدا
|
|
بدين ره که رفتی مرا ره نما
|
چه کردی که درنده رام تو شد
|
|
نگين سعادت بنام تو شد
|
بکفت ار بينگم زبون دست ومار
|
|
وگربيل و گرگ هاست شگفتی مدار
|
تو هم گردن از حکم داود هيچ
|
|
که گردن به يچد ز حکم تر هيچ
|
وقال المولوي :
بر كه ترسيد از حق
وتقوىٰ گزيد
|
|
ترسد از وی
چن دانس وهر که ويد
|
وفي الحديث القدسيّ أيضاً
: ( مَن تقرّب إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً ، ومن تقرب إليّ ذراعاً تقربت إليه باعاً ، من أتاني مشياً أتيته هرولة ) .
وكأن غاية التقرّب
إليه تعالىٰ هي الفناء في أسمائه وصفاته ، وبعبارة اُخرىٰ : الفناء في الحضرة الواحدية ، وحينئذٍ يسري حكم المفني فيه في الفاني ، ويبقىٰ
ببقائه
_____________________________