جميعها مذكورة في
مجمع البحرين .
وفي الصحاح قال
الجوهري : « القضاء أصله : قضاي ؛ لأنّه من : قضيتُ ، إلّا إنّ الياء لمّا جاءت بعد الألف هُمزت ، والجمع : الأقضيّة ، والقضية مثله ، والجمع : قضايا » .
والقضاء المقرون
بالقدر كما هو المراد هاهنا.
قيل :
المراد به : الخلق ، وبالقدر : التقدير. ويؤيده قوله عليهالسلام : ( القضاء : الإبرام وإقامة العين ) وقوله عليهالسلام : ( وإذا قضىٰ أمضىٰ )
وهو الذي لا مردّ له.
وفي حديث علي عليهالسلام ، مع الشيخ الذي سأله عن المسير إلىٰ الشام ، قال له : يا
أمير المؤمنين ، أخبرنا عن مسيرنا إلىٰ الشام ، أبقضاء من الله وقدر ؟ فقال عليهالسلام : ( يا شيخ ما علوتم تلعة ولاهبطتم بطن وادٍ إلّا بقضاء من الله وقدر ). فقال الشيخ : عند الله
أحتسب عنائي ؟ فقال عليهالسلام : ( وتظن أنّه كان قضاء حتماً وقدراً
لازماً ؛ إنه لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والأمر والنهي والزجر من الله ، ويسقط معنىٰ الوعد والوعيد ، فلم
تكن لائمة من الله للمذنب ولا محمدة للمحسن ، تلك مقالة إخوان عبدة الأوثان وخصماء الرحمن وقدرية هذه الأُمّة ) .
وفيه أيضاً عن علي عليهالسلام ، قال : ( الأعمال ثلاثة أحوال : فرائض ، وفضائل ، ومعاصي.
فأمّا الفرائض فبأمر
الله ورضا الله وبقضاء الله ومشيئته وبعلمه وتقديره ، وأمّا الفضائل فليس بأمر الله ، ولكن برضا الله وبقضائه ومشيئته وعلمه. وأمّا المعاصي فليست بأمر
الله ، ولكن بقضاء الله ومشيئته وعلمه ، ثمّ يعاقب عليها ) .
أقول : قد ظهر بقوله عليهالسلام في تحقيق معنىٰ القضاء للعاقل الفطن ما قاله الحكماء : من أنّ القضاء هو وجود جميع الموجودات مجملة علىٰ الوجه الكلّي في العالم
_____________________________