وعمرك الله» . ومما اطرد فيه حذف الفعل قولهم : «ما أنت إلا سيرا» و
«ما أنت إلا السير» بالنصب و «ما أنت إلا السير السير» ، وزعم سيبويه أنهم استخدموا فى هذا الباب صفات مثل
أقائما وقد قعد الناس وأتميميّا مرة وقيسيّا أخرى أى أتتحول تميميّا مرة
وقيسيّا أخرى . ومما حذف معه الفعل المصادر المثناة مثل لبيّك وسعديك ، وحقّا فى قولهم «هذا عبد الله حقّا» وعرفا فى قولهم : «علىّ ألف درهم عرفا» . ويحذف الفعل مع قطع النعت ونصبه فى مثل «الحمد لله
الحميد» بالنصب ، كما يحذف فى باب النداء على نحو ما ذكرنا ذلك آنفا.
وليس الفعل
التام وحده الذى يحذف ، فكان الناقصة تحذف فى مواضع منها قولهم : «الناس مجزيّون
بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرّا فشر» أى إن كان الجزاء خيرا فخير ، وإن كان شرّا
فشر. وأجاز أن يقال إن خير فخير أى إن كان فى أعمالهم خير فالّذى يجزون به خير.
هكذا قدّر العبارة . ومن مواضع حذف كان قولهم كيف أنت وزيدا وما أنت وزيدا
على تقدير كيف تكون أنت وزيدا وما كنت وزيدا ، وإنما قدّر كان فى المثالين ليسبق المفعول معه فعل
يعمل فيه النصب. ومن تلك «المواضع قولهم : «أما أنت منطلقا انطلقت معك» ، على
تقدير أن كنت منطلقا انطلقت ، فحذفت كان وانفصل اسمها وعوض عنهما بلفظة ما.
ومما يطّرد معه
حذف العامل الجارّ والمجرور إذا كانا فى موضع الحال أو الصفة أو الخبر ، إذ
يقدرهما متعلقين بفعل استقر محذوفا ، فإذا قلت «فى الدار زيد» كان ذلك على تقدير
استقر فى الدار زيد . ومثلهما الظرف. ويطرد مع لام التعليل التى ينصب بعدها
المضارع وأخواتها مثل أو والواو والفاء حذف أن الناصبة له ، والخليل كما مرّ بنا
هو الذى نبّه على هذا الحذف. وتضمر ربّ
__________________